×
محافظة المنطقة الشرقية

العوهلي: «سابك» لم تنشيء مصانع تحويلية وتلتزم بدعم هذه الصناعات

صورة الخبر

تأخر إقلاع الطائرة التي كانت ستقلنا عن موعدها وسط امتعاض شديد من الركاب، وبعد طول انتظار وصلت الطائرة المنتظرة إلى مطار العاصمة السعودية، وبعد أن استقر الجميع في مقاعدهم كان بجواري رجل قد وصل الغضب منه مبلغاً عالياً، وبعد أن استلم وجبته رجع ونادى المضيفة وطلب منها أن تأخذ هذه الوجبة لأنهم أغلقوا شهيته عن الأكل وكان يقول: «سديتوا نفسي الله يسد أنفسكم»، حينها تدخلت وطلبت منه أن يأذن لي بالتطفل وطالبتُ المضيفةَ التي كانت تستميت بالاعتذار بالمغادرة؛ محاولاً استيعاب غضب جاري المؤقت، وبعد أن استمعت لامتعاضه وفضفضته قرب الدقيقتين بدأ الغضب ينخفض تدريجياً، وقلت له: «مزاجك شيء مهم وثمين ولا تسمح لأحد أن يخطفه منك بسهولة، وإذا فعل أحدهم ذلك فعليك استرجاعه بأسرع وقت»، وبدأ الرجل بالاقتناع محاولاً الاحتفاظ ببعض كبرياء الموقف والذي تبدد تماماً قبيل اقترابنا من محطة الوصول. الأحداث التي لاتعجبنا في حياتنا اليومية كثيرة، فأحدهم يتعدى عليك بسيارته في الشارع، وآخر يحاول تجاوزك في الطابور، ومديرك في العمل قد يتعمد استفزازك، وصديقك يتجاهلك في موقف كنت تنتظر منه الكثير، وآخرون يكررون مسلسل الخطأ الذي يتكرر معه مسلسل الانزعاج في داخلنا، وهذا يحدد في كثير من الأحيان شكل نفسياتنا وسعادتها، ونحن في النهاية لا نملك تصرفات الآخرين ولا نستطيع تغييرها لكننا نملك التعامل مع نفسياتنا، وارتفاع معدلات اللوم والاستياء في حياتنا ينعكس سلباً علينا، ومن أجل هذا علينا التفكير بجدية في خفض معدلات اللوم في حياتنا حتى نكون أسعد وأكثر استقراراً. نحن لا نستطيع إعادة تشكيل الموقف السيئ لأنه جزء من الماضي، ولكننا نستطيع التحكم بردة فعلنا تجاهه لأنه جزء من الحاضر، وفكرة اللوم هي فكرة تجعلنا ننساق للماضي ونغرق فيه، وكلما تخلصنا أكثر من كميات اللوم استطعنا الاستمتاع بالحاضر والتقدم إلى اللحظات الأجمل في حياتنا. عندما يكرر النبي العظيم والمربي الكبير محمد صلى الله عليه وسلم على ذلك الغاضب قوله الشريف: «لا تغضب»، فهو يريد منا أن نتجاوز فكرة اللوم بأسرع وقت ممكن، فطبيعتنا البشرية لا يمكن أن تتخلص من اللوم مطلقاً، ولكننا قادرون على تجاوزها بسرعة كبيرة، وكثير من الخلافات الزوجية التافهة تطول وتكبر لأن أحد الزوجين أو كليهما لا يستطيع الخروج سريعاً من فكرة اللوم فيبقى في لحظة الماضي السلبية التي تتحكم في حاضره وطريقة تفكيره بمستقبله. فكرة اللوم لها قابلية تمدد سرطانية تجعلنا نعمم السوء على من يعمل عملاً سيئاً، فالشخص الذي يصدر منه تجاهنا موقف سلبي يحاول شعور اللوم أن يقنعنا أن كل مايصدر من هذا الشخص هو شيء سلبي، وأن هذا الشخص هو سلة نفايات ضخمة مملوءة بالسلبيات. التقبل الإيجابي للمواقف السلبية يجعل حياتنا أجمل، وامتلاك ردود أفعالنا أفضل من أن تمتلكنا ردود أفعالنا.