تترقب الحكومة الجزائرية وصول وفد رسمي تونسي مطلع الأسبوع لإجراء مشاورات «سياسية وأمنية» تنهي الأزمة الصامتة التي تسببت فيها تصريحات لبعض أركان حركة «النهضة» تتهم الجزائر بالضلوع في أحداث جبل الشعانبي. وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أمس أن قوات الحدود في جانت (80 كلم عن الحدود الليبية) تمكنت من حجز سيارتين رباعيتي الدفع على متنهما كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة. ويتوقع أن يحاول الوفد الحكومي التونسي في الجزائر «إخماد» التوتر الذي تسببت فيه تصريحات وتحليلات في تونس ربطت بين مقتل جنود تونسيين على أيدي مسلحين وبين دور لأجهزة الأمن الجزائرية في دعم «الإرهاب» لتقويض سلطة حركة «النهضة» التي دانت اتهامات وسائل الإعلام الموجهة إلى دول شقيقة وصديقة، واتهامها بالضلوع في أحداث الاغتيال والعنف التي وقعت في تونس»، وعبرت عن رفضها المطلق لتلك الإشارات، التي أعقبت مقتل المعارض التونسي محمد البراهمي. وقالت «النهضة» في بيان عبر موقعها الإلكتروني، «تعقيباً على هذه التصريحات المغرضة والاتهامات، ترفض النهضة وتدين بكل شدة هذه الإشارات والاتهامات التي تهدف إلى إفساد علاقات تونس مع الدول الشقيقة والصديقة»، وأضاف البيان: «نؤكد الأهمية الإستراتيجية البالغة للعلاقات بين تونس ودول الجوار، وفي مقدمها الشقيقة الكبرى الجزائر، وكذلك الدول الصديقة». وقالت مصادر رفيعة من الخارجية الجزائرية لـ «الحياة» إن «أجهزة إعلام تحاول إيهام الرأي العام بأن الجزائر تحرض ضد حكم النهضة». ولفت إلى بيان أخير لوزارة الخارجية نقل «مشوهاً» في عدد كبير من وسائل الإعلام حيث تحول إلى دعوة من الجزائر لحركة النهضة للتخلي عن الحكم، كما جدد المصدر نفيه أي نية لإغلاق الحدود مع تونس «لا بشكل موقت أو دائم ... الأمر لم يناقش تماماً». وجاء في بيان الخارجية: «نلاحظ بأن بعض الأوساط في تونس تروج عبر قنوات تلفزيونية وعلى بعض المواقع الإلكترونية ادعاءات غير مسؤولة وخلطاً غير مقبول حيث يعتبرونها المتسبب في تدهور الوضع الأمني في تونس». و «إننا ندين بشدة تلك الادعاءات الكاذبة التي لا تمت للحقيقة بصلة والمنطلقة من عملية استغلال وتضليل ترمي إلى تغليط الشعب التونسي في الوقت الذي يتجند هذا الأخير لمواجهة الإرهاب». كما أكد أن الجزائر التي تظل «وفية لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان» تبقى متمسكة على الدوام بـ «تعزيز» علاقات الأخوة والتضامن مع الشعب التونسي. وفي سياق متصل أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، تمكن مفرزة من الجيش على مستوى إقليم الناحية العسكرية في جانت قرب الحدود الليبية من حجز سيارتين رباعيتي الدفع على متنهما كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة. وجاء في البيان: «يتمثل هذا الحجز في رشاش ثقيل ورشاش آلي وبندقية تكرارية وكمية ضخمة من الذخيرة من مختلف العيارات وعدد كبير من القذائف».