أفرحني مهرجان جدة التاريخية «كنا كدا» بقدر ما أحزنني في نفس الوقت، لقد فرحت بهذا المهرجان كثيرا وافتخرت به، لأنه قدر من عبق التاريخ في جدة التاريخية، بتنظيم واهتمام، من جميع النواحي، لكنه أيضا أحزنني حيث كان فيه بعض النواقص التي أزعجتني، فلم يكن هناك اهتمام بسكان جدة وتجارها الحقيقيين المنسيين في المهرجان. على سبيل المثال، جدي علي بن إبراهيم المنيف الشمري، الذي كان من سكان جدة، وبالتحديد حارة البحر منذ أكثر من 50 عاما، وقد كان له دكان في سوق الحراج القديم، وكذلك الذين كانوا في نفس السوق، مثل محمد حمد السريع، ومحسن بن عيضة الرضي، وأحمد باحميش، وفي سوق الذهب القديم: نعيم فتيحي، وأحمد باقبص، وغيرهم كثير الذين يستحقون أن تكون لهم أركان في مهرجان جدة التاريخية، ومع ذلك لم يذكر منهم أحد. تعجبت كثيرا عندما رأيت أركانا لأجانب سكنوا جدة وكانت لهم تجارة فيها، ولم أشاهد للسكان الحقيقيين وتجارهم مسارا أو ذكرا. أتمنى في العام المقبل أن يحضر مثل هؤلاء في المهرجان، وأن تكون لهم أركان فيه، لأنهم ما زالوا حاضرين في المنطقة، ومحلاتهم معروفة في أركان جدة، ولأنهم «كانوا كدا» ومازالوا.