×
محافظة المدينة المنورة

مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة يسلط الضوء على زيف المعتقدات عن السرطان

صورة الخبر

لندن: محمد رُضــا في يومين متتالين رحل ثلاثة ممثلين معروفين عن عالمنا مخلفين وراءهم ذكريات مصورة ومنضمين إلى ألوف السينمائيين الذين رحلوا من قبل بعدما أثروا الحياة السينمائية في مجالاتها المختلفة. هؤلاء الممثلون هم زيزي البدراوي والممثل النمساوي الأصل مكسيمليان شل والأميركي (وأصغرهم سنا) فيليب سايمور هوفمان. إليهم لا يمكن إلا ضم المخرج المجري ميكلوس يانشكو الذي رحل في الـ31 من الشهر الماضي والمنتج الأميركي توم شيراك الذي توفي في الـ28 منه. مجموعة ثمينة بالفعل وفي أكثر من مجال. وكل من هؤلاء رحل تاركا تأثيرا واسعا على محيطه العملي والعائلي، كما على الوسط الإعلامي ككل. فيليب سايمور هوفمن الذي أعلنت وفاته في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس (الاثنين)، كان أصغرهم سنا. فيليب سايمور هوفمان كان ممثلا موهوبا ودقيقا في اختيار ما يريد تمثيله وكيف يمثله. كان كبير البدن، طويلا وعريضا وله حضور مذهل عندما تتاح له الفرصة لتمثيل دور له مثل ذلك الحضور. تراقبه وهو يؤدي شخصية لانكاستر تود، الرجل الذي ابتدع لنفسه مكانة غامضة في عالم من المذاهب الدينية ودلف منها إلى تأسيس كنيسته الخاصة. المخرج بول توماس أندرسن لم يشأ التركيز في أحاديثه على أن الشخصية التي رسمها في باله هي شخصية مؤسسة كنيسة السيانتولوجي ل. رون هوبارد، لكن ذلك واضح كذلك نقد المخرج والممثل لتلك الشخصية. ولد هوفمان قبل 46 سنة وتوجه لدراسة الدراما والتمثيل في نيويورك. أول ما مارسه كان المسرح وهو ما يفسر سعة اطلاعه على جوانب عمله وكيفية تشخيص الدور الذي يقوم به لمنحه الوجود الذي يستحق. ظهر في السينما من عام 1991 ولم يلعب دورا رئيسا إلى أن وجد نفسه أمام هوب ديفيز في فيلم «المحطة المقبلة ووندرلاند» لبراد أندرسون، عام 1998. طوال تلك الفترة وبعدها داوم الظهور في أفلام مستقلة. كان واحدا من تلك الوجوه التي يحب المشاهد أن يراها مجددا لأنها كانت لافتة في أدوارها المختلفة، مثله في ذلك مثل بول جياماتي وجون س. رايلي وويليام هـ. ماسي وتيم روث. وهو كان لعب دورا محدودا في فيلم «ليالي راقصة» (Boogie Nights ) للمخرج بول توماس أندرسن عام 1997، لكن حينما قرر المخرج ذاته تحقيق فيلمه التالي «ماغنوليا» أسند لهوفمن دورا مساندا أمام توم كروز وجوليان مور وجون س. رايلي. بعد ذلك أدى أدوارا أكبر مثل «مستر ريبلي الموهوب» للراحل أنطوني منغيلا (1999) و«جبل بارد» لمنغيلا أيضا (2003) ثم «مهمة: مستحيلة 3» لجي جي أبرامز (2006) ولو أنه التصق بالأفلام الأصغر حجما والتي توفر له الحضور الذي يريد. قاد بطولة «كابوت» لاعبا دور الكاتب ترومان كابوت في فيلم من إخراج بانيت ميلر، وهو الدور الذي نال عليه أوسكار وغولدن غلوب أفضل ممثل. لكن المشاريع التي كانت الأكثر ورودا إليه كانت تسند إليه الأدوار المساندة كما الحال في منتصف أشهر مارس ومونيبول والرباعي المتأخر (ما بين 2011 و2012). عندما قرر بول توماس أندرسن تحقيق فيلمه الأخير واللامع «ذا ماستر» أسند إليه بطولة مناصفة أمام واكين فينكس. كنا شاهدنا الممثل فيليب سايمور هوفمان في «ألعاب الجوع: الاشتعال» قبل نحو شهرين. مثل عادته كان مميزا بهدوء عمله وحضوره. كان من النوع الذي يمنح الدور الصغير، إذا ما وافق على تمثيله، ذات الوقع لأي من أدواره الكبيرة. هوفمان أحب التمثيل ولم يتوقف عنه عاما، لكنه أحب في السنوات الأخيرة سواه، أدمن الهيروين الذي ساقه قبل أربعة أشهر لطلب العلاج في إحدى المصحات. كان جادا في طلب العلاج لكنه لم يستطع التوقف عن استنشاق المسحوق. كل من عمل معه من الممثلين والسينمائيين أعجب بدماثته وتواضعه وخبرته. لكن كل هذه المزايا لم تستطع ردعه عما كان انزلق إلى هاويته.