يتذمّر كثير من مخالفي المرور من نظام ساهر وترتفع أصواتهم كلما ارتفعت قيمة المخالفة، رغم يقينهم داخلياً أنهم ارتكبوا فعلاً مخالفاً يستحقون عليه "ردة فعل" من "ساهر". ولهؤلاء أقول احمدوا الله- تعالى- واشكروه بكرةً وأصيلا أن نظام ساهر لا يطبق فقط إلا في المخالفات المرورية، ولو طُبق على المخالفات الأسرية التي يرتكبها الزوج والزوجة والأب والأم، لارتفع عويل الأسر ولانكشف "المستور" ولانهدمت كثير من البيوت التي تقوم على تجرُّع الصبر والتصبر والسكوت عن مخالفات كثيرة، خوفاً من الفضيحة و"كلام الناس"، ولذلك تتراكم المخالفات على "طمام المرحوم"! أب مفرّط في التربية لا يعلم أحياناً بأي مرحلة دراسية ابنه، لا يفتح حواراً معه، ولا يهتم بمشكلاته وهمومه واهتماماته، وحين "تقع الفأس بالرأس" يفيق فجأة على وقع الكارثة، لا لتداركها، بل للبحث عن مشجب يعلق فوقه مسؤولية يتهرّب منها.. هذا الأب يستحق مخالفة! أم مقصّرة، لا تقترب من ابنتها ولا تغدق عليها من حبها وحنانها، ولا تكترث باحتوائها ومصادقتها، تترك لها الحبل على الغارب، تتحدث بالساعات على النت والجوّال وتخرج مع زميلاتها للأماكن العامة، لا تشاركها اهتماماتها ولا تتفاعل مع مشكلاتها، وحين تقع الكارثة تولول وتنوح وتلقي بالمسؤولية على الأب الذي تركها بــ "معمعة" التربية وحدها.. هذه الأم تستحق مخالفة! زوج أناني، يهتم بأصدقائه أكثر من اهتمامه بزوجته، قائمة الاستراحات التي يعرفها، أكبر من قائمة الكلمات "الحلوة" التي تنتظرها منه زوجته ولا يجيدها، متى يفهم الزوج أن المرأة كتلة من المشاعر والأحاسيس، وعليه أن يشبعها عاطفياً حتى تشعر بأنها أجمل أنثى بعينيه، وهذا ما تتوق إليه كل زوجة.. هذا الزوج يستحق مخالفة! زوجة "مطنشة" تظن أن الزواج نهاية مشوارها في الاهتمام بنفسها ومظهرها وروحها، لا تشارك زوجها اهتمامه ومشكلاته وأحلامه، بل تزرع الملل والنكد والروتين بالزوج نفسه، فيلجأ للفِرار من المنزل هروباً من مواجهة قد تجرهما للمشكلات، هذه الزوجة تستحق مخالفة! احمدوا الله- تعالى- أيها المتذمرون.. أن ساهر لا يُوجد إلا في الشوارع والطرق السريعة، فلو طُبق نظام ساهر بمنازلنا، لاحتجنا إلى قروض بنكية لسداد مخالفاته العائلية.. "اللي تفشل"!