شارك مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، مؤخرا في المؤتمر العالمي الأول لإدارة التعددية بين أتباع الأديان، الذي نظمته مؤسسة التعايش والتعددية في العاصمة الإسبانية مدريد، بحضور عدد من كبار المسؤولين الإسبان، منهم وزير العدل ووزير الدولة للشؤون الخارجية ومدير قصر العرب. وأكد الأمين العام للمركز فيصل بن معمر في كلمته، أهمية دور الحوار في تشجيع الأمم على تبني مفهوم التعايش والتفاهم في ظل المجتمعات المتنوعة، وقال: «إن التنوع بين البشر في انتماءاتهم الدينية يصبح كل يوم أكثر انتشارا في العالم وتحول العالم إلى قرية يتواصل فيها العالم في كل شيء، وهذا التنوع مصدر ثراء وغنى للمجتمعات التي تتبنى قيم التعاون والتفاهم والتعايش على المشتركات الإنسانية بما يحقق السلام والعدل بين المجتمعات الإنسانية، فمن خلال التفاعل بين الخبرات الدينية المتنوعة يمكننا الوصول إلى ما هو أبعد من مجرد تجاربنا الذاتية، ولكي يزدهر قبول التنوع لا بد من مناخ ملائم يسوده الاحترام والتفاهم بين البشر، والأهم من ذلك، لا بد من توفر مبدأ الحوار، وعندما لا تتوفر هذه العناصر الرئيسية عندها تصبح التعددية مهددة وتنشأ معها عندئذ عوامل سوء الفهم والتوترات الملازمة». وحول علاقة الحوكمة بالتنوع والتعددية، ذكر أن التنوع لا يهدد أيا من القيم أو الهوية أو أسلوب الحياة، وأن ازدهار المجتمعات المتعددة دينيا وثقافيا منوط ليس بالأخلاقيات وحقوق الإنسان فحسب، بل أيضا بالحوكمة التي تنهض بحسن العلاقات المجتمعية والسياسات التعليمية.