أوضح لـ«عكاظ» الشاعر علي الدميني الفائز بجائزة الشاعر محمد الثبيتي المعتمدة ضمن نشاط أدبي الطائف السنوي، أنه تتقاسمه حالتان مغايرتان لبعضهما، إذ تنتابه حالتان، إحداهما حالة من الحزن كون أدبي الطائف يحتفي به تحت ظلال سيد البيد الذي غادر الحياة بغصة في حلقه وخلف ألما في قلوبنا، والأخرى حالة شعور بالامتنان لهذا الوفاء الذي يقوم به نادي الطائف الأدبي تخليدا لذكرى شاعر متفرد له أصالة وخاصية شعرية حفرت اسمه في سجل الشعر العربي وسيبقى اسمه خالدا في الذاكرة والوجدان ومجاورا لأعظم شعراء العربية منذ امرئ القيس ومرورا بالمتنبي وحتى سعدي يوسف ومحمود درويش، وأبدى الدميني سعادته بالجائزة قائلا: «بصدقٍ أشعر أن الجائزة مستحقة لشاعر مثلي، إلا أني سعيد بأمرين آخرين أحدهما أن اختياري للفوز تم عن طريق لجنة تضم أبرز الشعراء والنقاد في وطني، والآخر أن أفوز بجائزة محمد الثبيتي في أول موسم لها»، وأضاف: «لا أعتقد أن الجوائز أو الاحتفاء بأي شاعر سيؤثران في مساره أو يجعلانه يعيد النظر في تجربته بشكل جذري وإنما تغدو لحظة التكريم أشبه بشربة باردة في قيض الصحراء»، ولفت إلى أن الشاعر الحقيقي سيبقى شاعرا سواء منحوه الجوائز أو حجبوها ومنعوها عنه، وبسؤاله إلى من يهدي الجائزة قال: «أهديها إلى ذلك الألم الخصب الذي يقف وراء كل قصائدي وحرائق انفعالاتي»، وعن هل ما زالت هناك مساحات في المكان والوجدان لم يعبر عنها الشعر، وصف الدميني الحياة بالنهر الجاري الذي لا يمكننا عبوره مرتين، وقال: «تتجدد وتتسع المساحات اللامعبر عنها بتجدد جريان النهر الدافق بالحزن والألم ويبقى هناك ما يستحق التأمل والتفاعل والانفعال والكتابة من خلاله عنه»، عازيا امتداد حيز الرواية واستهوائه على حساب الشعر إلى أن الرواية أوسع مقروئية في سياق ما يقرأ ويتابع في ظل انحسار وتراجع وقلة ما يدهشه من تجارب شعرية جديدة.