×
محافظة الرياض

أسرة يمنية في حريملاء تناشد العثور على ابنها المفقود

صورة الخبر

بعدما انتعشت أرواحنا، وزكت نفوسنا، وتأنقت قلوبنا، على كل جفاف روحي، وجمود عاطفي، واعوجاج سلوكي، في شهر الرحمات، علينا تقييم وتقويم أنفسنا، حتى لا نتراجع ونعود كما كنا عليه قبل رمضان. توالت الأحداث خلال شهر رمضان المبارك، على الأصعدة كافة، منها ما هو نفسي شخصي، ومنها ما هو أسري، ومنها المجتمعي والسياسي و... و... و، فأتاحت لنا الفرصة بأن نأخذ العبرة منها إلى جانب محاولة جادة لفهم الواقع النفسي لكل منا والأسري والمجتمعي وتحليله تحليلاً منطقياً يتوافق مع واقع الأمة الإسلامية وإبراز ما فيه من مشكلات وأزمات، تساعدنا على المواجهة. والتي هي بدورها تحفزنا على النهوض بأنفسنا لنستطيع صياغة رؤية مستقبلية خالية من مشكلات وأزمات مشابهة لما مضت. أما إن تحدثنا على المستوى النفسي الشخصي، أجزم بأن الكل شعر بالتفوق على نفسه عندما كبحها وتغلب عليها بترك ملذاته وشهواته لمدة 30 يوما، وأغلبها حاجات أساسية، بل أصبح يباريها وينتقدها على نحو جيد من الموضوعية والحيادية للتخلص من بعض السلبيات الفكرية والشعورية والسلوكية غير المرغوبة، واستبدالها بإيجابيات تعينه على إتمام مفهوم الصيام كعبادة، كما يريدها الله ويرضاها. اعتقد أن الصائم كان دوره ريادياً في جرأته مع نفسه ومكاشفتها بمصداقية وحكمة تعينه على الصبر عليها، ومنا من تصادم معها ومارس التعليل والتحليل لتدرك مدى تأثير الأخطاء والزلات عليها في شهر مثل رمضان، وبفضل ومنّة من الله غالبيتنا العظمى استطاعت أن تعمق المعاني الإيمانية في نفسها، وتعيد شحن طاقتها الروحية التي تناقصت أو تعطلت خلال شهور السنة. وإن تحدثنا عن السياسة التي فرضت نفسها علينا حتى في شهر البركات، فنقول إن السياسة هي مركز التوازنات والحلول المتوسطة. فالسياسي حين يكون في السلطة يشعر بأنه مسؤول عن تلبية أكبر قدر ممكن من رغبات الناس وتطلعاتهم، فالحمل على السياسي ثقيل في غير شهر رمضان، فكيف إن كان في شهر تتضاعف فيه الحسنات. فالسياسي قبل أن يمتهن هذه المهنة هو إنسان ويشمله ما تقدمنا به من حديث على المستوى النفسي الشخصي، وتضاعفت المسؤولية عليه بعدما أصبح مسؤولا عن رعية وأمة بأكملها. هنا تأتي الأسئلة التي توجب نفسها على أعضاء الأنظمة العربية الإسلامية: هل هؤلاء الأعضاء على علم ودراية بحاجتهم لشيئين أساسيين حتى يثبتوا جدارتهم أمام الرعية ومقدرتهم على تحقيق رغبات وطموحات الشعوب؟ هما... المشروعية والانجاز. ونعني بالمشروعية هنا شعور الناس بأن الدولة تمثلهم فعلاً. أما الإنجاز المطلوب من الأنظمة فهو قدر من النجاح والفلاح في تحقيق تطلعات الشعوب وحل مشكلاتها، وحراسة المبادئ والقيم التي تؤمن بها، ولا يخفى على الحكومات بأنواعها بأن الناس لديهم مهارات فائقة في فهم ذلك النجاح من خلال مقارنة أحوالهم بأحوال شعوب مجاورة أو مناظرة. هناك فاصلة مرفوعة قبل رمضان وبعده لكل منا، سواء كنا من عوام الشعب أو من أعضاء الأنظمة التي تدير السياسات الداخلية والخارجية. فمثلما تغلبنا على أنفسنا في رمضان، جاء دور التغلب على نهج الإرهاب والتطرف الذي تجاوز الأحكام والقواعد الدينية والإنسانية بتعديه على المسجد النبوي الشريف. حان وقت التعامل بجدية وصلابة مع كل إرهابي أو متطرف، سواء كان فكرياً أو دينياً أو مجتمعياً، بتطبيق عليه أقسى أنواع العقوبات ليكون عبرة لمن بعده، وحتى يعلم العالم بأكمله بأن مقدساتنا وأيامنا المقدسة، منطقة حمراء تحرق كل من يتجاوزها أو يحاول التعدي عليها بتهوره وجنونه اللامسؤول. ‏m.alwohib@gmail.com ‏mona_alwohaib@