قبل السفر بالطائرة يهتم المسافرون أكثر ما يهتمون بتوضيب أغراضهم وشراء حاجاتهم لكنهم ينسون أو يتناسون أوضاعهم من الناحية الطبية وهذا هو الخطأ بعينه. ففي الفترة التي تسبق الرحلة لا بد من إلقاء نظرة على الوضع الصحي من أجل تجنب الوقوع في مطب مفاجئ غير محمود العواقب ربما يرغم صاحبه أن يقضي إقامته في المستشفى بدلاً من الفندق. ويفضّل أن يراجع المسافر الطبيب قبل موعد إقلاع الطائرة بشهرين من أجل اتخاذ التدابير الطبية اللازمة، خصوصاً ما يتعلق بالتطعيمات الضرورية وفقاً للمعايير الدولية، أو لوصف بعض العقاقير المهمة لمواجهة بعض متاعب السفر. وعلى كل مسافر خضع لجراحة في الصدر ألا يركب الطائرة قبل مضي أربعة إلى خمسة أسابيع على إجرائها، أما المريض الذي خضع لعملية ترقيع طبلة الأذن فلا يمكنه ركوب الطائرة قبل مضي ستة أسابيع عليها، والشيء نفسه ينطبق على المصابين بأمراض قلبية وعائية. أما في حال الخضوع لجراحة في البطن فإن السفر في الجو غير ممكن قبل انقضاء ما لا يقل عن 10 أيام. ولا يجوز للنساء الحوامل المعرضات للنزف أو اللواتي أصبن بحوادث إجهاض سابقة أو كن على وشك الوضع، أن يركبن الطائرة. ويجدر بالمصابين بالداء السكري أن يضبطوا مستوى السكر في الدم والمواظبة على تناول الأدوية الخافضة للسكر، وكذا الحال بالنسبة إلى مرضى ارتفاع ضغط الدم. أما الذين يعانون من فقر الدم فحري بهم إصلاح مستوى الهيموغلوبين لديهم قبل السفر بالطائرة وإلا تعرضوا لصعوبات ليسوا في حاجة إليها. تبقى نقط مهمة هي عدم الإفراط في الأكل في الفترة التي تسبق موعد السفر نظراً إلى ما قد يخلّفه ذلك من إزعاجات هضمية.