أطل شبح العنصرية على الولايات المتحدة الأمريكية من نافذة دالاس أمس، إذ قتلت الشرطة الأمريكية رجلين أسودين في ولايتي لويزيانا يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، ما أدى إلى موجة تظاهرات في البلاد، قتل قناص واحد على الأقل في إحداها في دالاس خمسة شرطيين. وأظهر تسجيل فيديو تداولته مواقع أمريكية بعض الوقائع لمقتل الرجل الأسود الأول، إذ بدا بائع الأسطوانات المدمجة يمتثل لرجال الشرطة. وقد ثبته شرطيان على الأرض وهما يصرخان «إنه مسلح». وأخرج الشرطيان سلاحيهما ثم سمع إطلاق نار.. ويبدو أن الرجل قتل برصاص أطلق عليه عن قرب.. وفي لقطات أخرى بدا الرجل ينزف بغزارة من صدره. أما الحادثة الثانية، فهي مقتل فيلاندو كاستيل البالغ من العمر 32 عاما في سيارته برصاص الشرطة أمام صديقته وابنتها في منطقة فالكون هايتس بالقرب من مدينة سانت بول في ولاية مينيسوتا، خلال عملية تدقيق بسبب تحطم مصباح سيارته. وصورت صديقته اللحظات الأخيرة ووضعتها على موقع فيسبوك للبث المباشر ليشاهدها أكثر من أربعة ملايين شخص خلال ساعات. في اللقطات يظهر الرجل الذي يعمل في مطعم مدرسة وهو يئن مصابا برصاصة في مقعد سائق السيارة، بينما يمسكه الشرطي من خده. وأوضحت المرأة أن الشرطي قتل صديقها عندما كان يبحث عن أوراق هويته. بعد هاتين الحادثتين، تفجر الغضب في أمريكا وجرت تظاهرات احتجاج وتجمعات مسائية في جميع أنحاء البلاد من نيويورك إلى لوس أنجليس مرورا بواشنطن وشيكاغو. وفي مانهاتن ردد آلاف الأشخاص الذين توجهوا إلى ساحة تايمز سكوير «كفى» و«حياة السود تهم». فيما تجمع مئات المتظاهرين في سانت بول أمام مقر حاكم ولاية مينيسوتا مطالبين «بإحقاق العدل». وبينما كانت التظاهرة المناهضة للعنصرية في دالاس (ولاية تكساس، جنوب) تشارف على نهايتها، وقع إطلاق نار، أدى إلى مقتل خمسة شرطيين وجرح تسعة أشخاص آخرين بينهم سبعة شرطيون برصاص قناصة في هجوم منسق أشاع الفوضى والخوف إثر التجمع الاحتجاجي. واهتزت أمريكا على وقع النزاع بين «الأبيض» والأسود، وسط مخاوف من عودة الماضي الأليم الذي كان يقتل فيه المرء على لونه.. ليس إلا!؟