مرسيليا - أ ف ب - يعود المنتخب الألماني الى بلاده وهو يجر خلفه ذيل الخيبة بعد تفويته فرصة اضافة كأس اوروبا الى اللقب العالمي الذي توج به قبل عامين، وذلك بخروجه من الدور نصف النهائي امام فرنسا المضيفة بالخسارة امامها بهدفين. ما هو مؤكد ان «عقدة» الدور نصف النهائي تكرست بالنسبة لألمانيا لان مشوارها انتهى عند هذا الدور في اربع من مشاركاتها الست الأخيرة (مونديال 2006 و2010 وكأس أوروبا 2012 و2016). لكن رغم كل شيء لا تزال ألمانيا الرقم الصعب على الصعيدين القاري والعالمي خصوصا بقيادة المدرب يواكيم لوف الذي وصل الى الدور نصف النهائي على اقله في المشاركات الخمس منذ ان خلف يورغن كلينسمان بعد مونديال 2006. وقد رأى لوف الذي يحتفل بعد النهائيات القارية بمرور عقد من الزمن على توليه منصبه، «اعتقد ان فرنسا فريق جيد لكننا كنا الأفضل». قد يكون لوف محقا من ناحية المنتخب الذي كان الافضل في المباراة، لكن ما يهم في كرة القدم هو الأهداف وبعدما فشل الألمان في ترجمة افضليتهم وتلقيهم هدفا في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول من ركلة جزاء، سيحزمون الآن حقائبهم من اجل العودة الى بلادهم، فيما سيراجع مدربهم حساباتهم لتحديد مكامن الخطأ. وحتى ان بعض الالمان لا يوافقون لوف الرأي من حيث هوية المنتخب الذي كان يستحق الفوز بالمباراة، فقائد المانيا السابق ميكايل بالاك رأى في حديث لصحيفة «بيلد» الألمانية ان «فرنسا تستحق تماما الفوز». اما القائد السابق الآخر لوثار ماتيوس، الذي رفع كأس العالم عام 1990 مثل تاريخ امس (فازت ألمانيا على الأرجنتين بهدف في 8 يوليو)، ان المدرب يتحمل مسؤولية الخسارة، لأنه غير مجدد في اسلوب لعبه «ما ولد الشك». واعتمد الألمان خطة 1-3-2-4 ضد فرنسا بعدما لعبوا في ربع النهائي ضد ايطاليا (فازوا بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي) بثلاثة مدافعين. ويجب الاعتراف بان لوف اضطر لاعتماد هذا الاسلوب في ظل اصابة رأس الحربة ماريو غوميز وايقاف قلب الدفاع ماتس هوميلز، ما اجبره على اشراك لاعب الوسط الهجومي توماس مولر في مركز المهاجم بمؤازرة من مسعود اوزيل ويوليان دراكسلر. وسيكون تركيز الألمان منصبا حاليا على تصفيات مونديال روسيا 2018 والدفاع عن اللقب العالمي بقيادة لوف، إذ ان عقد الأخير مع الاتحاد المحلي ينتهي بعد النهائيات العالمية. ما هو مؤكد، ان «ناسيونال مانشافت» يدرك بانه فوت عليه فرصة الفوز لانه حاصر اصحاب الضيافة في منطقتهم طيلة الشوط الاول لكنه دفع ثمن خطأ قائده باستيان شفاينشتايغر الذي تسبب بركلة جزاء في الوقت بدل الضائع بعدما لمس الكرة بيده، مكررا سيناريو مباراة ربع النهائي ضد ايطاليا التي ادركت التعادل من ركلة جزاء بعدما لمس جيروم بواتنغ الكرة بيده ايضا. ورأى لاعب وسط ريال مدريد الإسباني توني كروس انه «ورغم غرابة الموقف بعد الخسارة صفر-2، نحن لعبنا افضل مباراة لنا في البطولة الأوروبية. لا يمكننا لوم المنتخب على اي شيء ونحن نحن تخلفنا بسبب خطأ غبي» اي ركلة الجزاء. عموما، خرج المنتخب الألماني من البطولة بنقطة ايجابية مهمة وهي انه وجد ظهيرين-جناحين مميزين جدا بشخص جوشوا كيميش ويوناس هكتور، في حين ان وسطه لا يفتقر بتاتا الى المواهب بوجود لاعبين مثل اوزيل وكروس ومولر. لكن المشكلة تكمن في الهجوم لأنه وبعد مرور عامين على اعتزال ميروسلاف كلوزه، لم يجد من يسد الفراغ او اقله من يؤمن البديل لغوميز في حال اصابته، كما حصل امام إيطاليا.