كيف تتصدق بمالٍ مسروق أحمد بن عيد الحوت يتداول الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي المصحف الشريف مرتلاً ومجوّداً ومفسراً ، وكذلك بعض الكتب الدينية ، فيحتفظون بها، بل ويحثُّ بعضهم بعضاً للمبادرة في تداولها ونشرها الى أكبر عدد ممكن ابتغاء الأجر والمثوبة من الله ، ويذهب آخرون الى جعلها وقفاً لله يكون أجره للوالدين والأقربين ، ويحسبونها في عداد الصدقات الجارية . ومنهم من يبعث فيك الرعب بقوله ( لا تقف عندك فيسألك الله يوم القيامة عن ذلك) . ولا ادري هل يعلم أولئك او لا يعلمون ان الصدقة لابد ان تكون من مال مباحٍ مملوك للمتصدق ، أو من وقفٍ ومنفعة مأذون بها . وأن المال المعتدى عليه بالسرقة أو الغصب أو النهب ، لا يصلح أن يكون صدقة او وقفاً يتم التقرب به الى الله ، فإن سرقة الإبداع ، لا تختلف عن سرقة المتاع ، حتى ولو ظن المعتدي انه يقدم بذلك خيراً للناس ، فإن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً ، ولاشك أن نشر كتاب الله والكتب الموثقة في علوم الدين فيها أجرٌ عظيم ، ومنفعة للمسلمين إذا تمت بالطرق المشروعة. إن من يسوّغ لنفسه أو لغيره نشر وتوزيع جهد غيره دون موافقته ورضاه ويخالف نظام حقوق المؤلف ، فقد ارتكب إثماً ولو ظن غير ذلك . يحكى ان رجلاً موسراً كان يعيش في دمشق ، حين كانت قبلة المتعلمين ، وزاد المحتاجين ، ومأوى الخائفين . وكان هذا الرجل الثري يتجول في سوق دمشق ، وهو راكب بغلته ، وإذا بمزارعٍ يمرّ بجواره وهو حامل فوق رأسه سلةً مملوءة رمّاناً ، فمدّ الرجل الموسر يده وسرق رمّانة من السلة ودسّها في كمّه ، وواصل تجواله في السوق ، وكان قد رآه شخصٌ يعرف ثراءه وحبه فعل الخير ، فلم يصدّق عينيه وظل يتابع الرجل بين مصدق ومكذب ، حتى غادر الرجل الموسر السوق وبينا الثري يمرّ بأحد أزقة دمشق إذْ رأى فتاة صغيرة فقيرة تقود أباها وقد ذهب بصره ، تسأل الماره الصدقه ، فمدّ يده واخرج الرمّانة من كمه وأعطاها تلك الب --- أكثر