حمّل البطريرك الماروني بشارة الراعي مجدداً «مسؤولية كل الجرائم للفرقاء السياسيين الذين لا يقرون بأن الدولة هي للمواطنين لا لهم، وأن مؤسساتها الدستورية هي لخدمة المواطنين لا لتسلطهم عليها وعليهم، ولا لتأمين مصالحهم الشخصية والفئوية والمذهبية». وحمل على «الذين يرفضون المصالحة والتفاهم، ويعرقلون تأليف حكومة جديدة غايتها الإنسان لا الحقائب، ويهددون أو يخططون للفراغ الرئاسي». وقال الراعي خلال عظة الأحد: «كم يؤلمنا وآلمنا بالأمس (أول من أمس) الانفجار في الهرمل العزيزة حيث سقط ضحايا أبرياء وجرحى. ويتكرر الاستهتار بحياة المواطنين الآمنين، وبمنازلهم ومتاجرهم وجنى عمرهم». ودعا إلى الصلاة من أجل «وطن يقوم على أساس دولة حرة سيدة مستقلة، يكون فيها الشعب حقاً وفعلياً مصدر السلطات وصاحب السيادة، يمارسها عبر المؤسسات الدستورية». وقال: «للسلطة السياسية الخيارات والقرارات التشريعية والإجرائية والإدارية والقضائية، شرط أن تؤول إلى خير المواطنين». ولفت إلى أن «لبنان يمر بأزمات تهدد كيانه وشعبه ومؤسساته، وهو على مشارف استحقاق رئاسي، يتهيأ فيه وسط عواصف هوجاء لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يكون عهده مميزاً بالتحضير للاحتفال بالمئوية الأولى على إعلان لبنان دولة مستقلة في عام 1920 باسم لبنان الكبير». وتحدث عن مذكرة وطنية بأربعة فصول، سيعلنها بعد غد وفيها «التشديد على الثوابت الوطنية التي نؤمن بها، طرح الهواجس التي تراود الشعب، رسم أسس المستقبل، تحديد الأولويات التي يتمسك بها اللبنانيون من أجل مستقبل أفضل»، آملاً بـ «أن تساعد هذه المذكرة السلطة السياسية ورجال السياسة على حسن انتقاء خياراتهم وقراراتهم، وإعادة الحياة الوافرة إلى المؤسسات الدستورية».