الخيال العلمي كنوع من الفن، كبقية الفنون، يعتمد على التصورات أو الافتراضات العلمية، ودراسة أو طرح أثرها على المجتمعات باختلاف أنواعها ومكانها، أو حتى على كائنات خياليّة، وغالبا ما يكون الإطار الزماني لرواية الخيال العلمي في المستقبل القريب أو البعيد. أمّا الإطار المكاني فيمكن أن يكون على الأرض أو على أحد الكواكب السيّارة أو في أي بقعة من الكون، أو حتى في أماكن خيالية أو عادية يرتادها الناس يوميا، والمشاهد العلمية تتميز بما تحفل به من مغامرات تحبس الأنفاس وتشد المشاهد والمتابع؛ ليبقى أمام الشاشة ساعات طويلة، لا يشعر ولا يحس بالوقت إلا بعد الانتهاء من بثها. وعموما لم يكن محددا الغرض من هذا النوع من القصص الخيالية، هل هو سياسي، كالتي تصور انتصار العرب على إسرائيل، وتصف بوقاحة الجرائم التي يمكن أن يرتكبها العرب إذا انتصروا، أم أن الهدف اقتصادي يبشر بان الحاجة أم الاختراع، وإذا أردنا أي شيء سنجده في مكان ما ولا ندرى إن كان الهدف اجتماعيا يدعو للتثقيف سلبا أو إيجابا، ولنكن متفائلين عن كل قادم من الخارج، ونترك للاختصاصيين دراسة ما هو مفيد وتقديمه خاصة الذي يخاطب شريحة الأطفال، ونحذر جدا من الذي يصور الإنسان على أنه خارق للطبيعة، وربما يعكس فكرة القوى الخارقة الأخرى التي ربما تشوش فكر الطفل عندنا مما يدفعه إلى اختيار ما يصدقه عقله وربما يجد ما يطبقه أو يحاول تطبيقه فيسبب الأذى له ولمن حوله. والحقيقة.. الخيال العلمي ليس جديدا فهو موجود في الرسم والنحت على مر العصور، كما أنه موجود في الأعمال الفنية والأفلام والمسلسلات وفي الكتب والمجلات والمسرحيات والألعاب. والخيال العلمي في النهاية هو نوع من الفن حيث يخلق المؤلف عالما خياليا أو كونا أو حياة ذات طبيعة جديدة مستعينا بالخيال العلمي والأدبي، بحيث يتخيل المؤلف أدبا أو فلسفة أو علما وتكنولوجيا باعتبارات بيولوجية أو فيزيائية متضمنة فرضيات معينة أو ان يستعمل نظريات علمية مدروسة، ومحاولة بالخيال تصور وتوقع ما ستؤول إليه الحياة أو أسلوب الحياة، وهناك أدب الخيال الذي من المفترض أن يكون متسقا مع النظريات العلمية والدينية المأخوذة من أي قناعات، على كل حال وحتى لا نصف مشاهدي الخيال العلمي أو قارئيه بالمحبين له أو المعجبين أو ضيقي الأفق كما يحاول البعض وصمهم، وقبل أي حكم يجب أن نتوقف قليلا عنده كوسيلة، سنكتشف أنه من أفضل الوسائل التي يمكن أن تستقل علميا لأنها الأقرب والأسرع إلى عقول شرائح كثيرة من الناس، ولو تابعنا مصادر صناعة السينما والبث بأنواعه المختلفة، سنجد ان توصيل المعلومة الصحيحة وبرمجة العقول وغسيل الأدمغة أصبح تفعيلها بواسطة الخيال العلمي، إذا فلدينا متسع الوقت والإمكانيات المادية والبشرية موجودة ويمكن ان نوظف هذا الجانب في التعليم؛ لأنه من الممكن جدا إيصال المعلومة بالخيال العلمي في الجغرافيا والتاريخ واللغات والعلوم، وحتى الكثير من المسائل الدينية والاجتماعية يمكن وضعها في قالب الخيال العلمي، طالما أنها ستجد المتابع الجيد، ونكون أبعدنا الغزو الفكري الحاصل الآن عن عقول أطفالنا وشبابنا، وحتى شيابنا لأن الكثير الآن أصبح يتابع أفلام الخيال والآكشن، وهنا لفتة لأن لا مجال للرجوع بعجلة الزمن، ونتحسر أن الناس كانوا يلزمون النوم بعد أداء فريضة العشاء مباشرة، ونقول كل ذلك أصبح في خبر كان، والماضي لا يعاد والحين الكل وأقول الكل دون تحديد وليس عندنا محليا ولكن في كل أرجاء المعمورة، الجميع يحمل التكنولوجيا، وليس في جيبه كشيء هام لا بل على كفيه في كل مكان من السيارة والبيت والعمل، وحتى مع الشلة، لأنه ما عاد التركيز والانتباه للمتحدث للجالسين حول نار التدفئة في أو أمام الخيمة أو المجلس، أو حتى في الفضاء المفتوح؛ لأن هذه التكنولوجيا علقت فينا وان تركناها لن تتركنا لذا أخف الضررين أن نقبل بها، ونتصالح معها ومع أنفسنا، ونحاول أن نستقلها لأقصى درجة ممكنة. ولنبدأ بالمواكبة وعمل الدراسات المستفيضة؛ لتطبيق مبدأ استعمالها كمادة مساعدة، اعتبارا من أولى عتبات السلم التعليمي، ومن ثم صعودا حتى أعلى المراحل، كما يمكن أن تكون وسيلة سهلة لمخاطبة العامة، وفي كل المواضيع ولنجعلها طريقة مشجعة ومساعدة تعليميا، ويجب أن ننشئ مواقع الإنتاج الفني والتقني والاستفادة من العقول التي أبحرت عميقا في خضم تقنية المعلومات والإلكترونيات، وحتى العقول المبدعة التي لم تحصل على المساحة الكافية للإنتاج والإبداع وبس. مهتمة بالشأن الاجتماعي