ذكرت في مقال نشر في صحيفة الرياض بتاريخ فبراير أنّ عدد المرضى في فرنسا أقل من عددهم في السعودية، وعلق أحد القراء على ما قلته قائلاً: إنّ عدد سكان فرنسا مليونا (الصحيح مليونا) وإنّ عدد السكان في السعودية مليونا (الصحيح حوالي مليونا) ولا يمكن أن يكون عدد المرضى في فرنسا أقل من عددهم في السعودية، ومعه حق من هذه الوجهة، ولكن ما قصدته وفاتني أن أوضحه هو أنّ عدد المرضى بالنسبة للسكان في فرنسا أقل من عددهم بالنسبة للسكان عندنا، خاصة وأنّ نصفهم وافدون معظمهم أميون لا يعرفون شيئا عن مبادئ الوقاية من الأمراض وليس لديهم وعي صحي، وتنتشر بينهم الأمراض الوبائية وخاصة مرض الكبد الوبائي سي، ومرض نقص المناعة، وهناك أسباب كثيرة لقلة عدد المرضى بالنسبة للسكان في فرنسا عمّا هو عليه عندنا، منها نظافة البيئة والقضاء على التلوث، فشبكة الصرف الصحي عندهم مكتملة ولا توجد بيارات يفيض ماؤها وصهاريج أو سكسات تنقلها، كما لا توجد مياه راكدة أو مستنقعات في الشوارع مما يسبب تراكم البعوض، والأمراض التي تنشأ منه، كما لا توجد نفايات ملقاة في الشارع أو في أوعية مكشوفة تمكث ساعات قبل أن تجمعها سيارات جمع النفايات، والنفايات في فرنسا توضع في أوعية محكمة في قبو العمارة وتخرج في وقت معين، وتأتي سيارة جمع النفايات وتفرغها في أقل من عشر دقائق من إخراجها، وأخيرا - وهو المهم - هناك الوعي الصحي الذي لا يوجد مثله عندنا، ثم أسلوب الحياة الذي ينهض على الحركة والنشاط ويقضي على السمنة وما يترتب عليها من أمراض.