دافوس (سويسرا): «الشرق الأوسط» عملت أريانا هافينغتون بجد طويلا في سعيها لجعل إمبراطوريتها الإعلامية على شبكة الإنترنت واحدة من أهم وسائل الإعلام التي تعالج القضايا الدولية والعالمية. والآن، تستدعي أريانا واحدا من أصدقائها القدامى الأثرياء لمساعدتها في أن تخطو خطوة كبيرة أخرى في مجال الإعلام الدولي. هذا الأسبوع، أعلنت أريانا والملياردير نيكولا بيرغيرين عن إطلاق الموقع الإخباري الجديد «وورلد بوست»، وهو مشروع إخباري ضخم يعمل تحت مظلة الموقع الشهير «هافينغتون بوست». ويهدف «وورلد بوست»، الذي ستكون ملكيته بالمشاركة بين موقع «هافينغتون بوست» ومعهد بيرغيرين لنظم الحكم»، إلى تغطية ومعالجة القضايا الدولية. وسيسير «وورلد بوست» على خطى الموقع الأم «هافينغتون بوست». ومنذ أن جرى إطلاقه، نشر الموقع الكثير من التقارير الإخبارية والمساهمات من المشاهير المشاركين فيه وأصدقاء أريانا، مثل مدير شركة «مايكروسوفت» بيل غيتس ورائد الأعمال إيلون ماسك ووزير الخزانة الأميركي السابق لورنس سمرز. وفي لقاء مشترك، قالت بيرغيرين وأريانا، إن «وورلد بوست» سيتخير المادة التي سيعرضها لمتابعيه بشكل أكثر حرصا من موقع «هافينغتون بوست». وفي الوقت الذي سينشر فيه «وورلد بوست» مساهمات من أسماء شهيرة معروفة جنبا إلى جنب مع كتاب غير معروفين، ستكون عملية تقييم المواد المنشورة أكثر دقة، بحسب «نيويورك تايمز». يقول بيرغيرين إن «مستوى جودة المواد التي سيعرضها الموقع لمتابعيه ينبغي أن تكون جيدة لأقصى درجة». وبالطبع، ستساعد شبكة العلاقات الضخمة التي يمتلكها كل من أريانا وبيرغيرين من الأصدقاء والمسؤولين - الذين يمكنهم نشر مواد على قدر كبير من الأهمية - في إثراء «وورلد بوست» وزيادة ثقله بين المواقع الأخرى، حيث يُمكن لمقال ينشره ريتشارد برانسون عن مجال الأعمال أن ينقذ الكثير الأرواح، كما يمكن لحوار مع عازف التشيلو الشهير يو يو ما إن يظهر للقارئ كيف يمكن للفنون أن تسهم في خلق نوع من المشاركة الوجدانية والتعاطف بين البشر في شتى أنحاء العالم. تلك هي الموضوعات التي تجري مناقشتها من منظور دولي من قبل أفضل العقول في العالم والتي تستحوذ على اهتمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. وكان سمرز وغيتس قد تحدثا في المنتدى مطلع هذا الأسبوع عن مبادرة جديدة لتشجيع الاستثمارات الحكومية في مجال الرعاية الصحية، وهو نفس الموضوع الذي تحدث عنه سمرز في إحدى مقالته التي نُشرت أخيرا على «وورلد بوست». وتشير بيرغيرين إلى أن طريقة تعاطي «وورلد بوست» مع قضية الرعاية الصحية على سبيل المثال ستركز على المزج بين التقارير التي يجري إعدادها عن أحدث الدارسات في مجال النتائج الاقتصادية للاستثمارات الحكومية في قطاع الرعاية الصحية، وآراء أشخاص من أمثال سمرز وخبراء غير معروفين على مستوى العالم. يقول بيرغيرين: «إننا نرحب بأي آراء تصلنا من أي شخص مفكر يتيح لنا فرصة أن نتعلم منه شيئا جديدا». وقد خرج موقع «وورلد بوست» إلى النور بعد مناقشات كثيرة بين أريانا وبيرغيرين على مدار السنوات القليلة الماضية. وكان من بين القضايا التي تناولتها تلك المناقشات: هل باستطاعتهما إنشاء مشروع إعلامي يقدم صحافة عالية الجودة ويوفر تغطية جيدة لكثير من القضايا التي لا تحظى بالاهتمام اللائق في شتى أنحاء العالم؟ وبدلا من شراء إحدى المؤسسات الإعلامية القائمة بالفعل، والتي فكر بيرغيرين في تقديم عروض لشراء بعضها، قرر الاثنان إنشاء مؤسسة إعلامية جديدة. ومثل موقع «هافينغتون بوست»، سيعتمد «وورلد بوست» في تحقيق الأرباح على عروض الرعاية والإعلانات وكذلك المؤتمرات التي سيقوم بتنظيمها. وتضيف أريانا أن طاقم العمل، الذي يدير مبيعات «هافينغتون بوست»، والذي زاد عدد أفراده بشكل كبير مع اتساع وتفرع خدمات الموقع في الكثير من الدول مثل إسبانيا وفرنسا وقريبا البرازيل، سيشرف على مبيعات «وورلد بوست» أيضا. وقد امتنع بيرغيرين عن التصريح عن الأموال التي استثمرها في «وورلد بوست»، غير أنه قال «إنه مبلغ كبير». وأضاف أن المشروع سوف يكون مربحا، غير أنه أشار أن تحقيق الربح لن يكون الهدف الأساسي من وراء إنشاء الموقع، مستطردا أن الربح سيديم تشغيل الموقع.