واشنطن: «الشرق الأوسط» قال مارتين بارون، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة واشنطن بوست، في مقابلة يوم الأربعاء إن صحيفته قد قامت بضخ زيادة كبيرة في ميزانيتها حيث إنها تخطط لاستئجار عشرات غرف الأخبار تحت قيادة مالكها الجديد، جيفري بيزوس، مؤسس شركة أمازون. وأضاف بارون أن بيزوس تشاور كثيرا مع فريق عمل واشنطن بوست فيما يخص الخطة الاستراتيجية لتطوير الصحيفة، مبشرا إلى أن تلك الخطوة تمثل «أولى بصمات السيد بيزوس في تطوير واشنطن بوست». ويوضح بارون في مذكرة قدمها لموظفيه يوم الأربعاء أن «واشنطن بوست» ستقدم الكثير من المبادرات الصحافية هذا العام. وحسب خطة التوسع، ستستعين الصحيفة بخدمات خمسة صحافيين جدد في مجال السياسة، فضلا عن محرري الصور ومتخصصين في تصوير البيانات، وموظفي غرف تحرير الأخبار ومصممي المواقع الإلكترونية. كما ستضيف الصحيفة إلى طاقم عملها غرفة تحرير للأخبار العاجلة، وقسما للأناقة والفنون يصدر يوم الأحد، وكذلك مجلة مُحَدّثة تصدر يوم الأحد، والتي ستكون «أكبر من حيث الأبعاد وعدد الصفحات، مع تصميم جديد ومجموعة من المواضيع الجديدة». ويضيف بارون أنه سيجري تنفيذ الخطة بأسرع وقت ممكن - حيث بدأ عقد اللقاءات مع المتقدمين للعمل في الجريدة الأسبوع الماضي - مشيرا إلى أن الخطة تهدف إلى إدخال «توسعات كبيرة في ميزانية الصحيفة»، لكنه امتنع عن إعطاء أرقام دقيقة عن تلك الزيادات. ويشير بارون إلى أنه بعد أن قام بيزوس بشراء الصحيفة بفترة وجيزة، دعاه وكبار الموظفين في الصحيفة «لعرض الأفكار التي يريدون تنفيذها في الصحيفة». وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، توجه بارون ومجموعة من زملائه العاملين في الصحيفة إلى مدينة بلفيو، ولاية واشنطن، للقاء بيزوس وعرض الخطة عليه. كما جرى عقد مؤتمرات هاتفية المكالمات وتبادل رسائل البريد الإلكتروني، بالإضافة إلى عقد اجتماعات شخصية في مكاتب الصحيفة في واشنطن، بحسب «نيويورك تايمز». ويعلق بارون على تلك الاجتماعات والرسائل بقوله إن بيزوس «كان فقط يقوم بتفنيد بعض الأفكار والاقتراحات حتى يحفزنا على إعادة التفكير وعرض أفكار أخرى أكثر تشويقا»، مضيفا أن بيزوس «أمضى حياته بالكامل في التفكير عما ستكون عليه طريقة تفكير المستهلك وكيف ستتطور التكنولوجيا على المدى الطويل». ويشير بارون إلى أن السؤال الأهم الذي يشغل بال بيزوس الآن هو: «كيف يمكننا أن نحقق النمو؟». يضيف بارون أنه «من الواضح أن نمو صحيفتنا، فضلا عن نمو المؤسسات المماثلة لها مثل صحيفة نيويورك تايمز، من المحتمل أن يتحقق بفضل الفضاء الرقمي». جدير بالذكر أنه انطلقت تكهنات كثيرة منذ أغسطس (آب) حول نوايا بيزوس بشأن الصحيفة عندما أعلن أنه استحوذ على واشنطن بوست مقابل 250 مليون دولار نقدا. وعلق الكثيرون آمالهم على قيام بيزوس بمحاولة إعادة الحياة إلى الصحيفة المتعثرة تماما بنفس الطريقة التي استطاع من خلالها إحداث ثورة في عالم البيع بالتجزئة عندما أطلق Amazon.com. ويضيف بارون أنه يعتقد أن بيزوس «اشترى الصحيفة من أجل الارتقاء بها، وليس العمل على استمرار تراجعها». وقد بدا ذلك واضحا في مناقشاتهم حول المبادرات التي طرحوها لتطوير الصحيفة. ويشير بارون إلى أن «بيزوس صاحب تاريخ طويل يركز في مجمله على كيفية تحقيق النمو في مجال بعينه». ويوضح بارون أن بيزوس لم يتدخل في تقييم الأشخاص الجدد الذين التحقوا بفريق عمل الصحيفة، لكنه شارك بشكل كبير على المستوى الاستراتيجي في مناقشة أولويات وأهداف الصحيفة. ويضيف بارون أن مشاركة بيزوس «لم تكن سلبية»، مضيفا «إنه كان مهتما وحريصا على معرفة ماهية وطبيعة أفكارنا لتطوير الصحيفة. كما أنه عرض أفكاره الخاصة وأعرب عن استعداده للاستثمار في جميع الأفكار».