×
محافظة المدينة المنورة

جموع المصلين تؤدي الجمعة في المسجد النبوي وسط أجواء آمنة

صورة الخبر

عبد اللطيف الزبيدي لا شك في أن العالم الإسلامي اهتز لوصول الإرهاب إلى محيط الحرم النبوي. نرجو ألا يُفسر خبثاء المجتمع الدولي هذا بأننا نرى الإرهاب درجات، وأن لدينا انتقائية تغض النظر عما لا يمس المقدسات. هذا الوحش ينقض بلا تمييز، ولكنه يتخير موضع الضربة، لأنه يدرك أن الإصابة في مقتل روحي معنوي أشد إيلاماً. من هم وراء الستار خبراء مهّدوا بضرب ذاكرة العصرين العباسي والأموي. الإعلاميون ينفخون في نفير مسدود، وإلا فإن اللزوم ظل منذ سنوات يهذي: يا قوم، إن عسل الصداقة الذي يوهمونكم به مسموم، فلا تتوهموا أن صانع الداء يريد بكم خيراً. من ظن أنه المستثنى فوجئ بالمفعول المطلق، ومن اطمأن إلى أخوات إن، راح في خبر كان. الإرهاب ليس جديد اليوم والأمس القريب، والدول العربية تبذل قصارى جهودها، وتنفق في مكافحته ما لم ينفقه أحد، مئات مليارات الدولارات، والملايين من القتلى والمصابين والمشردين واليتامى والأرامل والمنكوبين، وعشرات المدن المخرّبة وآلاف البلدات والقرى المدمرة، ومزارع وحقول وواحات محترقة لا تحصى. فمن الفاعل في هذه الجملة غير المفيدة، وما هو المجهول في هذه المعادلة الظالمة الظالم مختلقها ومفتعلها؟ من هو هذا الذي جعل التنمية قفاراً، والاقتصادات بواراً، والعمار انهياراً، والدماء أنهاراً، والحاضر اندثاراً، والمستقبل خساراً؟ إذا كانت منظمة الأمم المتحدة ترفض تحديد معنى الإرهاب ومبناه، فمن يقف وراء الامتناع، هل عرفناه؟ وكيف يُعقل أن يدعي الإرهاب أنه إسلامي ويحصر أفظع التخريب والتدمير في أرض العرب والمسلمين؟ ألا نسأل أنفسنا، حتى ببراءة الأطفال: لماذا التصق الإرهاب بالعرب والمسلمين والإسلام؟ ما سر الخوف من تسمية الأشياء بمسمياتها؟ الشعوب العربية هي التي تدفع الثمن، أليس من حقها أن تعلم السر الذي يحول دون كشف الحقائق، حتى تعرف من يدمر أحلام يومها وغدها، ويمسخ دينها ودنياها؟ إذا كانت الأبواب العالية هي الأخرى لا تعلم، فكيف اتفق لها أن تشرف على دفع هذه الضرائب النجومية وهي على غير بينة؟ ما هذا الانتحار لتبرئة ساحة القاتل؟ ما هو القانون الدولي الذي يحمي العرب ومقدراتهم ومقدساتهم، وأين المحكمة المزعومة التي يرجون إنصافها وعدالتها؟ أما آن الأوان للتفكير بعقل رشيد ولو للحظة صحو عابرة؟ لزوم ما يلزم: النتيجة اللغوية: كنا نتمنى القضاء العادل، فعدل عن العدل إلى القضاء علينا. abuzzabaed@gmail.com