محسن البوشي (العين) تمكن طالبان مواطنان بكلية العلوم بجامعة الإمارات من توظيف النمذجة الرياضية والحاسوبية في تحديد مستوى الحماية التي توفرها الكمّامات الواقية من انتقال الأمراض بالعدوى بين الحجيج والمعتمرين ومن الإصابة بمرض كورونا لدى زيارتهم الأراضي المقدسة لأداء المناسك، خاصة تلك التي تشهد تزاحماً شديداً كالطواف، ورمي الجمرات وخلال الوجود في منى. وأوضح الباحث الدكتور عبد الصمد اتريضان بقسم الرياضيات بكلية العلوم المشرف على المشروع أنه يهدف بالأساس إلى دراسة مدى فعالية استعمال الكمامات الواقية في خفض حالات الإصابة بمرض كورونا خلال مناسك الحج والعمرة، خاصة في أعقاب تزايد حالات الإصابة بالمرض في السنوات القليلة الأخيرة ومع اقتراب موسم الحج، ما يستوجب معه توخي الحذر والبحث عن حلول عملية لتفادي السيناريوهات الوبائية المصاحبة للمرض. وأضاف اتريضان أن فكرة المشروع استندت إلى ما حدث في كوريا الجنوبية، مؤخراً، حيث تسبب مواطن كوري في وفاة 33 شخصاً من مواطنيه، وإصابة 203 أشخاص آخرين نتيجة إصابتهم بمرض كورونا الذي حمله معه إلى موطنه كوريا بعد رحلة له في الخارج زار خلالها المملكة العربية السعودية خلال موسم الحج، حيث لا يلتزم عدد كبير من الحجيج والمعتمرين بارتداء الكمامات الواقية من المرض. وأكد الدكتور أحمد علي مراد القائم بأعمال عميد كلية العلوم وعضو مجلس علماء الإمارات أهمية هذه الدراسة التي جاءت في توقيتها تزامناً مع قرب موعد موسم الحج في زيادة الوعي لدى جموع الحجيج والمعتمرين بأهمية الالتزام بارتداء الكمامات الواقية في هذه الآونة والمساهمة في توسيع دائرة استعمالها لدورها في توفير أسباب الوقاية من الأمراض الوبائية التي تنتقل بالعدوى خاصة مرض كورونا خلال موسم الحج. وذكر عضو مجلس علماء الإمارات وعميد كلية العلوم بالإنابة، أن المشروع البحثي الذي قام به طالبان مواطنان يدرسان بقسم الرياضيات يأتي ضمن توجهات الكلية في إشراك الطلبة المواطنين ومنحهم الفرصة المناسبة والرعاية اللازمة للمشاركة في بحث ودراسة القضايا والتحديات ضمن الأولويات الوطنية، تماشياً مع رؤية الإمارات 2020 والاستراتيجية الوطنية للابتكار والسياسة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، بالإضافة إلى تدريب الطلبة وتأهيلهم وتمكينهم من أساسيات ومنهجية البحث العلمي لكي يسهموا في رفد مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها الدولة. واكتشف مرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «فيروس كورونا» للمرة الأولى عام 2012 في المملكة العربية السعودية، وهو مرض يصيب الجهاز التنفسي بالتهاب حاد، ويسبب الحمى والسعال، ولا توجد حتى الآن على المستوى العالمي معلومات دقيقة عن مصدر هذا الفيروس ولا طرق انتقاله، كما لا يوجد تطعيم وقائي أو مضاد حيوي لعلاجه.