ما زال أمام الجماهير والمتتبعين بضعة أيام من الصبر والترقب قبل التعرف على هوية المنتخب الذي سيتربّع على عرش الكرة الأوروبية ويمثل القارة العجوز ضمن كأس القارات روسيا 2017 FIFA. وضمِنت ألمانيا مسبقاً تواجدها في هذه المسابقة المرتقبة على الأرض الروسية بعد تتويجها بكأس العالم البرازيل 2014 FIFA؛ وفي حال تأهلها لنهائي كأس الأمم الأوروبية 2016، ستصحب معها وبشكل مباشر الخصم الذي سيقابلها في هذه المباراة التي ستحسم وجهة اللقب القاري. وعلى ضوء هذه المعطيات ينتاب المنتخبات الأخرى المؤهلة لنصف النهائي حافز إضافي من أجل مواصلة السعي وراء إنجازٍ مهمٍ. على عكس البرتغال ووايلز، اللذان سيتقابلان في مباراة لم يكن ينتظرها المتوقعون عند انطلاق فعاليات البطولة القارية، تعلم فرنسا أن الطريق المؤدية إلى روسيا العام القادم تمرّ عبر هزيمة المنتخب الألماني في مباراة نصف النهائي، وهي المواجهة التي تجمع بين الندية والرغبة في الإنتقام. وفي ما يلي يسلط موقع FIFA.com الضوء على القوى المتنافسة ضمن المربع الذهبي. المباراتان البرتغال وايلز، الأربعاء 6 يوليو/تموز، ليون، الساعة 21:00 بالتوقيت المحلي تجمع هذه المباراة بين منتخب يشارك للمرة الأولى في كأس الأمم الأوروبية وآخر يتأهل للمرة الخامسة إلى نصف نهائي هذه المسابقة القارية. ولعل هذا المعطى هو ما يشكّل مبعث الإختلاف من حيث التجربة والخبرة بين وايلز والبرتغال. غير أن زملاء جاريث بايل يعوّضون هذا النقص بحيوية ميزتهم خلال المراحل السابقة من البطولة، حيث حققوا الفوز في أربع مباريات من أصل خمس، بينما يجد أصدقاء كريستيانو رونالدو أنفسهم في المربع الذهبي دون أن ينتصروا خلال الوقت القانوني في المباريات الخمس التي خاضوها إلى اليوم. ورغم هذه الحصيلة المتوسطة، فالبرتغال حاضرة بقوة، وبانتصاراتها في الأنفاس الأخيرة من الأشواط الإضافية أمام كرواتيا (دور الثمانية)، وركلات الترجيح ضد بولندا (ربع النهائي) تدل على صلابتها الدفاعية والذهنية. وبالمقابل، لن تكون كتيبة وايلز لقمة سائغة أمام الخصم البرتغالي، علماً أنها انتصرت على المنتخب البلجيكي في ربع النهائي بعد أن أدركت تأخرها في النتيجة خلال وقت وجيز. وستسلّط الأضواء خلال هذه المباراة على النزال الذي سيجمع عن بعد بين جاريث بايل وكريستيانو رونالدو، اللذان يلعبان جنباً إلى جنب في نادي ريال مدريد؛ والأعلى سعراً في عالم الساحرة المستديرة. وبدون أدنى شك، هما أيضاً بين اللاعبين الذي يتميزون بموهبة كبيرة. وسيكون اللاعب الويلزي أمام مسؤوليات أكبر خلال هذه المباراة، علماً أن النجم الآخر للمنتخب آرون رامزي سيغيب عن اللقاء بسبب الإيقاف شأنه في ذلك شأن زميله بن دافيس والبرتغالي ويليام كارفايو. ألمانيا فرنسا، الخميس 7 يوليو/تموز، مارسيليا، الساعة 21:00، بالتوقيت المحلي كان الفرنسيون والألمان، وهم يقومون بحساباتهم أثناء سحب القرعة، يتنبأون أو بالأحرى يخشون مواجهة بعضهم البعض في نصف النهائي؛ وبالفعل، طرأ ما كانوا يخشونه وها هم يستعدون للموعد المرتقب في فصل جديد من فصول قصة الندية والإنتقام التي طالما ميزت المواجهات بين العملاقين القاريين. وفي طريقها للفوز بكأس العالم البرازيل 2014 FIFA، كانت المكينة الألمانية قد أزاحت الديوك في ربع النهائي (1-0) بفضل رأسية ماتس هاملز. وسيسلم الفرنسيون خلال مباراة الخميس القادم من خطر هذا المدافع الموقوف، بالإضافة إلى ماريو جوميز وسامي خضيرة المصابين. وبالمقابل، لن يعاني المنتخب الفرنسي من أية غيابات، كما أنه ينعم بثقة كبيرة، بعد فوزٍ بيّنٍ على أيسلندا (5-2) في ربع النهائي الذي جعل من أنطوان جريزمان هداف البطولة بأربعة أهداف، متقدماً على زميليه ديميتري باييه وأوليفييه جيرو. وسيستفيد الفرنسيون من عامل خوض المباراة أمام جماهيرهم وعلى أرضهم. ولا يبدو أن مواجهة البلد المستضيف لبطولة كبرى يبهر إلى حد كبير المنتخب الألماني، علماً أن الأخير يملك في جعبته عشرة انتصاراً خلال 12 مباراة أمام منظمي كأس العالم FIFA أو كأس الأمم الأوروبية. ولعل آخرها فوزه الساحق في نصف نهائي الحدث العالمي على البرازيل (7-1) في عقر داره سنة 2014. الرقم 0 لم ينجح رونالدو في أي من الركلات الحرة المباشرة الإحدى والأربعين التي نفذها خلال كأس الأمم الأوروبية أو كأس العالم، من بينها عشرة ضمن دورة فرنسا 2016. أما زميله في النادي الملكي، جاريث بايل، الذي اكتشف المنافسة الدولية منذ أسابيع قليلة فقط، فقد توفق في تسجيل ركلتين. هل يعني ذلك أنه أكثر دقة من زميله البرتغالي؟ ليس تماماً إن قارنا إحصائيات الموسم الماضي من الدوري الأسباني الممتاز ودوري أبطال أوروبا؛ فالبرتغالي حوّل 12 ركلة إلى أهداف من أصل 141، بمعدل نجاح يبلغ 8.5 بالمئة، بينما الوايلزي لم ينجح سوى في تحقيق 3.6 بالمئة، أي ثلاث ركلات ناجحة من أصل 83. التصريحات "علمت أن المنتخب الفرنسي لم يفز على نظيره الألماني خلال النهائيات منذ كأس العالم 1958. إنه واقع يجب تغييره؛ فهذا المنتخب يشكل عقدة لنا في المسابقات الدولية. لكي نفوز بكأس الأمم الأوروبية علينا أن نقلب الأمور. لكن لا أحبذ كلمة انتقام. تنتابنا الرغبة في الفوز عليه لأنه الأفضل في العالم،" مهاجم المنتخب الفرنسي أوليفييه جيرو.