بينما تسود لبنان حالة من التخوف من تفجيرات انتحارية محتملة لزعزعة الاستقرار في البلاد، تتجه أنظار اللبنانيين إلى القمة العربية المرتقبة في 25 يوليو الجاري في العاصمة الموريتانية نواكشوط، والتي يحضرها رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام، ووزير خارجيته جبران باسيل، وسط توقعات بأن تتناول تداعيات أداء حزب الله على العلاقات اللبنانية مع دول الخليج العربي، ودوره في تكريس الفراغ في رئاسة الجمهورية، والانعكاس السلبي لمشاركته في الحرب السورية على الداخل اللبناني. ويتوقع عدد من القيادات في بيروت أن تقترح بعض الدول العربية إدراج حزب الله على لائحة الإرهاب بعدما تبنته الاجتماعات الوزارية العربية الأخيرة كافة، مستشهدين بالإعلان الرسمي والصريح للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأنه يتلقى التمويل المالي والعسكري من إيران لتنفيذ أجندتها في المنطقة. حوار غير مجد في تصريح خاص إلى "الوطن" قال النائب في البرلمان اللبناني عن تيار المستقبل، أحمد فتفت "بعد كل تصرفات حزب الله وإحراجه الدولة اللبنانية مع شقيقاتها الدول العربية فإنه لا يوجد أي داع للتحاور مع ذلك الحزب"، في إشارة إلى حوار تيار المستقبل مع الحزب الطائفي. وأضاف "الحوار مع حزب الله غير مجد، لأن الأخير لا يعرف معنى الحوار، ولا يلتزم بالمقررات التي تم الاتفاق عليها منذ عام 2006 وحتى اليوم؛ فمثلا اتفقنا في السابق على ملفات مثل السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، والمحكمة الدولية، وترسيم الحدود مع سورية، وعدم اجتياز الخط الأزرق، وإعلان بعبدا، ثم تراجع حزب الله عن هذا كله، ما يعني أن حوارنا معه غير مفيد". إلى ذلك، وصف وزير العدل اللبناني المستقيل، أشرف ريفي إرهاب حزب الله بأنه يماثل ذلك الذي يمارسه التكفيريون، وقال في تصريحات صحفية "لا خلاف بين الاثنين والتفجيرات التي ضربت بلدة القاع إحدى نتائج تدخل الحزب في سورية". وجدد موقفه الداعي لوقف الحوار مع الحزب المذهبي، وأضاف "طاولة الحوار الثنائية يستفيد منها حزب الله أكثر من تيار المستقبل بسبب عدم وجود تكافؤ في القوى، لذلك فإن هذا الحوار ينبغي وقفه لأنه لم يعد إلا بالخيبة والخسارة على المستقبل". مخاوف أمنية ما زالت الشائعات الأمنية تسرح في كل أرجاء الدولة اللبنانية، حيث تروج بكثافة احتمال وقوع انفجار هنا وهناك واستهداف أماكن التجمعات البشرية، ما أثار حالة من الفزع بين اللبنانيين، ودعا قيادات أمنية إلى التشديد في نشر أي أخبار في هذا السياق. كما دعت القوى الأمنية إلى التعاطي مع التطورات الأخيرة بعد التفجيرات الثمانية في بلدة القاع بـ"كثير من المسؤولية"، في ظل وجود "تنظيمات إرهابية" كداعش وجبهة النصرة، تسعى لضرب الاستقرار في لبنان وهز الثقة في الجيش اللبناني الذي أثبت قدرته على التصدي للأعمال الإرهابية منذ انطلاق الحرب السورية، مستحدثا ما أطلق عليه "أفواج الحدود البرية" لتعزيز قدراته البشرية لتكون مهمتها بشكل أساسي ضبط الحدود اللبنانية – السورية والحد من تسلل المتطرفين إلى الداخل اللبناني.