وقوع شبابنا في خطر الإرهاب هو الخطر الشائع في وسائل الإعلام حتى الإعلام الجديد، فكل يوم نسمع بقصة شاب سعودي قُتل في سورية أو العراق، أو عاد ليسلم نفسه للسلطات السعودية، لعل آخرها حكاية «السمبتيك» التي تقول إن شاباً اشتهر في «تويتر» بهذا اللقب، خرج مجاهداً إلى سورية، لكن والده نجح في إعادته وعبر «تويتر» أيضاً ليسلم نفسه، ثم نكتشف لاحقاً أنه ليس وحده في العائلة، بل إن له أخاً قبله اسمه عبدالحكيم قُتل في سورية، أي أن العائلة فقدت شاباً وكادت أن تفقد آخر بسبب حملات الجهاد المنفلتة، التي تجذب الشباب المتحمس لدور يلعبه يملأ حياته، ويمضي به سريعاً إلى الجنة والتخلص من أزمات الشباب المتزايدة. لكن هذا ليس وحده ما يجب أن يروعنا، ليس الشباب الذي يذهب للقتال مع جماعات خارج الحدود، بل شبابنا الذي بقي، فالإحصاءات والأرقام التي تحصي كميات هائلة من المخدرات التي يجري ضبطها ويقال إنها لا تشكل سوى 10 في المئة من الكمية التي نجحت بالدخول كفيلة بأن تطرد النوم من عيني كل أم وأب، فهما من يدرك أن الخطر لم يعد في حملات الشحن الجهادي، بل تعداها إلى الشحن المخدراتي، فمعظم الشباب يتعرف إلى هذه المخدرات في المدارس والتجمعات حولها، التي أصبحت مرتعاً لترويج المخدرات. وبلغت كمية ما ضبطته الأجهزة الأمنية خلال العام الماضي فقط أكثر من 57 مليون حبة كبتاغون، و44 طناً من الحشيش المخدر، و52 كيلوغراماً من الهيروين. ليست هذه القنبلة الوحيدة التي نعاني منها مجتمعياً، فلدينا قنبلة أخرى هي التزايد السكاني غير المنضبط، فالإحصاءات تقول أيضاً إن معدل المواليد في السعودية بلغ 255 ألف مولود سعودي حي كل عام، وهذه النسبة تبلغ بحسب إحصاءات الأمم المتحدة 24.9 لكل ألف، بحيث أصبحت نسبة المواليد في السعودية تفوق الهند ومصر، فنسبة المواليد في الهند 23 ومصر 24.2. ترى ماذا أعددنا لكل هؤلاء، أحد الخبراء في الأمم المتحدة قدم خطة طريق للأسرة لكشف أعراض إدمان الأبناء لحبوب الكبتاغون أو الهلوسة أو الحشيش، ولو قرأتم الأعراض لظننتم أن معظم شبابنا مدمن، فأولها السهر بالليل وشرب الشاي، وكل شبابنا يشرب الشاي ويسهر الليل وعيونه حُمر، بينما والداه نائمان يعملان على خطة الزيادة السكانية من جديد، ترى هل هذه الخطة الوحيدة التي نقابل بها شبابنا الذي يتناوبه خطرا القتال في المناطق المتوترة بالحروب أم قتل نفسه بالمخدرات؟ خطة ترشيد المجتمعات من ناحية التنظيم والضبط السكاني وتنمية القوى الشابة والتخطيط لحاضرها ومستقبلها لا تقوم بها محاضرة تثقيفية، بل مؤسسات دولة تعد للشباب وللأسر خطة نهضة جادة وحقيقية. كلما زرت الرياض وجدت شبابنا متحلقاً حول مباريات الدوري التي لا تنعشها سوى كؤوس الشاي والسهر، هل هذا نوع آخر من المخدرات؟ الحياة