«بعد دراسة نفسية عميقة للأطفال والعيدية، ثبت ما يلي: ريالان = ما عاد يتقبل (راحوا الطيبين)، 5 ريالات = نظرة حقد، 10 ريالات = رفع للحواجب، 50 ريالا = ابتسامة صفرا، 100 ريال = ظهور بسيط للأسنان، 200 ريال = ظهور الأضراس، 300 ريال = ذكراك تبقى حتى الموت، 500 ريال = يدعي لك في كل صلاة! لا تقصروا فيهم! أفرحوا أطفالكم! وللمعلومية عمر الأطفال من 7 سنوات إلى 30 سنة». بغض النظر عن أطماع مبدع الطرفة التي جعلته يقدم اكتشافاً له حظ من النظر عندما جعل سن الطفولة يصل حتى الثلاثين، إلا أن في طرفتنا تذكيراً بشيء جميل نكاد ننساه وسط هذا الزخم الالكتروني الذي أبعدنا عمن نحب، وحتى من نرى أننا تفضلنا بالتواصل المباشر معه، لا نرى في هذا التواصل إلا علاقات جليدية يغيب عنها الدفء، ولا تكاد تسمع فيها إلا: صباح/ مساء الخير، وأخبارك! ثم انصراف حتى بدون انتظار الجواب! في العيد والعيدية معان إيجابية مميزة ومتعددة، فليست قيمة العيدية في المبلغ المالي الذي يُقدم بل بكونها وسيلة لإدخال الفرح في قلوب الصغار، وهو أحد احتياجاتنا الماسة في هذه الأيام. كما أنها دليل تواصل حي بين الكبار والصغار، وهو من أولويات تربيتنا في عالم الأفكار المنحرفة التي يموج بها عالم اليوم، فمن كان متواصلاً مع الصغار بالعطاء والكلمة الجميلة فلن يجد صعوبة في التربية والتوجيه عند الحاجة إليه، وأما من لا يعرفه الصغار إلا عند وقوعهم في الخطأ فلن يتقبلوا توجيهها، وإن تقبلوه فسيكون تقبل خوف لا قناعة، وإن وجدوا من يتقرب إليهم بالعطاء والبذل فقد يلقون بأنفسهم أمام فكره يفعل بهم ما يشاء! ليت العيدية تكون حاضرة، وليت الكبار –خلال العيد- يحرصون على إعداد مبالغ مالية حسب قدرتهم يسعدون بها الصغار، ليس من عائلاتهم فقط، بل حتى من أطفال الحي، فلهذا التواصل ثوابه الأخروي ومفعوله التربوي الواضح! وليت البيوت أيضاً تحرص على معايدة زوارها الصغار كما كنا من قبل، وكما نحن عليه في العديد من العوائل الحية. بقيت ملاحظة يسيرة: التضخم في مبالغ العيدية الوارد في الطرفة دليل حي على السياسة الاقتصادية المضروبة لدى البعض، وإلا لماذا لم يعد الصغار يقبلون أي شيء، ويفرحون بأي شيء؟! وعيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير.