×
محافظة جازان

إرهاب... لا يعرف الأديان! (الحلقة الأخيرة)

صورة الخبر

القاهرة:نصر عبد الرحمن فازت الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانج بجائزة مان بوكر الدولية منذ أسابيع عن روايتها النباتية، وسرعان ما ظهرت نتائج فوزها في كوريا، وبمجرد أن دخلت روايتها القائمة القصيرة، تم بيع عشرين ألف نسخة، وهو عدد يفوق كل مبيعات الرواية منذ صدورها، وعلى مدار تسع سنوات. وبعد فوز هان بالجائزة اقتربت مبيعات الرواية من نصف مليون نسخة في كوريا الجنوبية فقط، وهو رقم أصاب هان بالذهول؛ إذ قالت: إنه أمر مُذهل، كنتُ أعتقد أن بيع عشرين ألف نسخة أمر جيد للغاية، ما يحدث غريب، ولكنه يُسعدني بالطبع. أعربت هان عن سعادتها بالفوز لأنه يفتح الطريق للأدب الكوري عالمياً، ولأنه يستحق مكانة مرموقة على مستوى العالم، وقالت: فوزي مُجرد بداية لاهتمام العالم بالأدب الكوري.. الكوريون قادمون. وجدت هان عشرات الصحفيين بانتظارها في المطار، فور عودتها إلى كوريا الجنوبية. تحدثت في المؤتمر الصحفي عن مشاعرها بعد استلام الجائزة، كما أعلنت عن انتهاء روايتها الجديدة مرثية اللون الأبيض التي بدأت كتابتها منذ عام 2013. تتكون الرواية الجديدة من خمسة وتسعين فصلاً قصيراً وتقع في مئة وثلاثين صفحة فقط، وهي تتناول مشاعر هان تجاه شقيقتها التي توفيت قبل أن تولد هان. يرمز اللون الأبيض في كوريا إلى الحياة والموت معاً، فهو لون ملابس الأطفال حديثي الولادة ولون الكفن. تعمل المُترجمة الإنجليزية ديبرا سميث؛ مُترجمة رواية النباتية على ترجمة الرواية الجديدة التي تم التعاقد على نشرها بالإنجليزية في خريف 2017. رغم الشهرة الكبيرة ومبلغ الجائزة الذي يبلغ خمسين ألف جنيه إسترليني، أخبرت هان الصحفيين أنها سعيدة بالفوز، لكنها لا تشعر بأدنى تغير على المستوى الشخصي، وأنها تتمنى أن تتمكن من مواصلة حياتها بطريقة طبيعية، وتعود إلى غرفتها مرة أخرى لمواصلة الكتابة، حتى يتمكن الناس من سماع صوتها عبر الكلمات. ولدت هان كانج عام 1970، وكان والدها روائيًا كذلك. وفي الرابعة عشرة من عمرها، انشغلت بسؤالين كبيرين هما: لماذا الألم؟ ولماذا الموت؟ بدأت هان في البحث عن إجابة لسؤاليها، ولكنها لم تبحث عن الإجابات لدى الناس، بل اتجهت إلى الكتب، وبدأت تقرأ إلى أن اكتشفت أن الكتب تحمل المزيد من الأسئلة دون إجابات، فقررت في تلك اللحظة أن تكون كاتبة، وقررت أن تدرس الأدب في الجامعة. بدأت هان حياتها الإبداعية بكتابة الشعر، وأصدرت ديواناً شعرياً عام 1993، ولكنها سرعان ما اتجهت إلى كتابة القصة القصيرة. وقد حصلت على عدة جوائز محلية عن أشعارها وقصصها، إلا أنها بحثت عن شكل أكثر قدرة على التعبير عن ما أسمته الحقائق الإنسانية. أدركت أن الرواية هي الشكل الأكثر عُمقًا. صدرت روايتها الأولى النباتية عام 1995، ثم أصدرت بعدها روايتين هما أفعال بشرية، ورواية نقاهة. تُرجمت رواية نقاهة عام 2013 إلى اللغة الانجليزية، ولكنها مرت مرور الكرام على الساحة الأدبية في الغرب، ولم يسطع اسم هان إلا بعد ترجمة روايتها الأولى النباتية إلى الانجليزية في مطلع 2015. حظيت الرواية بحفاوة نقدية بالغة واهتمام من القراء، وبدأت الأوساط الأدبية العالمية تهتم باسم هذه الكاتبة الكورية الجنوبية. تسرد الرواية قصة سيدة تتعرض لضغوط نفسية نتيجة القمع العائلي الذي بدأ مع الأب حين كانت صغيرة. بعد الزواج، تتعرض السيدة للقمع على يد الزوج، فتصل السيدة إلى قناعة أن المُجتمع يقهرها ويقمعها، ثم تقرر الامتناع عن تناول اللحوم والاكتفاء بتناول الأطعمة النباتية فقط. تبدأ السيدة في شن حمله قوية على الأهل والأصدقاء كي تمنعهم من تناول اللحوم. يتضح أن رفض الفتاة لتناول اللحم ما هو إلا مُقدمة لرفض فكرة الحياة ذاتها. تعرض هان في روايتها الطرق المُدهشة التي يلجأ إليها الجسد البشري حين يرفض الحياة ويقاومها بعد تعرضه للقمع على المستويين البدني والنفسي.