أكرمكم الله.. وأكرم بلادنا عن فئة "لئيمة" ما زالت "تأكل" من خيره و"تبصق" على أبنائه.. بل وتعدهم قطيعا لا حاجة لوجوده. حين توجه لك الإهانة في وطنك، فأين تبحث عن الكرامة؟ وحين تصبح "كرامتك" ملاذك الأخير.. فتأكد أنك خسرت كل شيء. لدي بقية من أمل، في أن تلتفت "وزارة العمل" لمعاناة آلاف السعوديين العاملين بالقطاع الخاص.. بعد أن حاولت الخلاص من أرقامهم المخجلة عبر دفعهم في "حلق" القطاع الخاص، وفرض الأنظمة التي تضمن تشغيلهم.. دون اهتمام بما يلاقونه هناك!. "الوزارة" حريصة على حقوق العامل الأجنبي؛ لأن هناك اتفاقيات دولية تلاحقها.. وربما ابتهجت بتصريح "غاي رايدر" مدير منظمة العمل الدولية، خلال منتدى التنمية والتشغيل قبل أيام؛ وهو يؤكد: "أن أنظمة العمل في السعودية لا تميز بين العامل السعودي والأجنبي". ما لا يعلمه "رايدر" و"تتجاهله" وزارة العمل؛ أن كثيرا من الشباب السعودي، بالقطاع الخاص؛ باتوا "يتمنون" المساواة بينهم وبين الأجانب، من حيث الرواتب والبدلات وفرص الوصول إلى الوظائف العليا، وقبل كل ذلك "الكرامة والتقدير". ما لايستوعبه "رايدر"، و"تطنشه" وزارة العمل؛ أن هناك سعوديين يتلقون كل يوم أصنافا من الإهانة، والتطفيش، والظلم، في شركات وطنية عملاقة يسيطر عليها أجانب. أن تضطر للمطالبة بكرامة أحدهم، فأنت حتما تشعر بذات الإهانة التي وجهت إليه.. وهذا ما دفعني لكتابة هذا المقال، بعنوانه "المهين". أحدهم تحدث لي بمرارة عما يواجهونه من إهانات في شركتهم بـ"تبوك".. قال لي: "تخيل!! يتم تحضير السعوديين في الصباح أمام بوابة الشركة وكأنهم قطيع.. فيما أحد مسؤولي الشركة الأجانب يقول "يا صرماية" حين يخاطبنا". الشاب الذي تختلط على جبينه ملامح العزة والانكسار، كان يتحدث عن الكثير من أصناف التعسف التي يواجهونها.. وقبل أن يغادر؛ تركني حائرا أمام سؤاله: "لماذا يعاملوننا بهذا الحقد؟!". أخيرا.. أقول لـ"وزارة العمل" ما قاله أبو الحسن: "احذروا صولة الكريم إذا جاع، واللئيم إذا شبع".