×
محافظة المنطقة الشرقية

نجاة المصلين في أحد مساجد القطيف من تفجير انتحاري

صورة الخبر

هاشم عبدالعزيز على غير المعتاد من إعلانات إثر لقاءات فتح وحماس تحت مظلة تجاوز الانقسام عن ال تفاهم وال توافق وال اتفاق، جاء لقاء الدوحة الأخير في غير ذاك السياق الإعلاني، بالإعلان عن عدم الاتفاق. ما حدث هو أن طرفي الانقسام كما لو أنهما اتفقا على إبقاء هذه القضية معلقة. ما حدث في الدوحة مؤخراً يعيد الأمور إلى بدايتها بما يعني أن كل الجهود التي بذلت خلال سنوات الانقسام لرأب الصدع ذهبت هدراً. هنا السؤال: هل سيعاد إثارة الانقسام من حيث أسبابه؟ أم سيكون الوقوف أمام عدم تحول اتفاقات الحل إلى أعمال؟ لا شك أن هذه القضايا ستستعيد حضورها لا استجراراً ولا مجرد استمرار، بل لأن الانقسام غدا أقرب إلى حالة تعيد إنتاج ذاتها، وهذا ما يعنيه إعلان المنقسمين في الدوحة مؤخراً عن عدم اتفاقهما على ما هو متفق عليه، إذ هنا يصير الانقسام لا في أسبابه ولا في عدم تجاوزه بل في استمراره واستثماره. في هذا الشأن يمكن الإشارة إلى أن المصالح الفصائلية والمكاسب الشخصية تمثل أرضية خصبة لواقع الانقسام، لكن التأثير الحاسم لا يأتي من دوافع فلسطينية، وإنما من تلاعبات خارجية تجد لها قابلية داخلية مع الأسف. في البدء كانت الحملة الشرسة أمريكياً وصهيونياً ومن دول غربية عديدة لإقصاء حماس من المشهد السياسي بعد الانتخابات البرلمانية، لتلجأ هذه الأخيرة إلى السيطرة على قطاع غزة ثم تبدأ حالة الانقسام السياسي الفلسطيني التي غدت مفتوحة على كل شيء ما عدا تجاوز الانقسام ووضع حد لتداعياته. في هذا الشأن كان لافتاً أنه في ذات الوقت كانت هناك عملية استثمار ناشطة للانقسام، ومن ذلك ما تردد عن تواصل إسرائيلي مع حماس بهدف دفع وضع الانقسام السياسي إلى حال انفصال وطني، وطلب تركيا من ال إسرائيليين موطئ قدم في غزة. اللعبة في هذا الشأن كانت مؤخراً مكشوفة لجهة الذين يعملون على استمرار الانقسام وترسيخه. وفي هذا المقام نذكر الآتي: أولاً: إثر عملية تل أبيب واجتياح الجيش ال إسرائيلي لمناطق وقرى فلسطينية أعلنت الإدارة الأمريكية عن زيارة النائب الأول لوزير الخارجية إلى كل من تل أبيب ورام الله وتركيا. معلوم أن الإدارة الأمريكية حينما كانت تواجهها مثل هذه التداعيات تتحرك من خلال مبعوثيها إلى تل أبيب ورام الله، وهي كانت تلجأ إلى طلب الدعم من دول عربية. التغيير على هذا النحو يعني شيئين: الأول الدور التركي الذي يبدو أنه تجاوز المساعدة، والثاني وجود حماس لا بقدرتها ولكن بوضعها القائم في غزة. ثانياً: بحسب قناة روسيا اليوم ذكرت مصادر مطلعة يوم الجمعة 24 يونيو/حزيران أن رئيس الاستخبارات ال إسرائيلية الموساد بوسي كوهين التقى نظيره التركي هاكان فيدان، وبحثا نشاط حركة حماس في تركيا. ثالثاً: بينما فشل لقاء الدوحة الفلسطيني نجح اللقاء الإسرائيلي- التركي في طي صفحة أزمة الباخرة مرمرة، فهل كان هذا مجرد صدفة؟ أم أن الفلسطينيين دفعوا ثمن المآرب التركية - الإسرائيلية؟. في أي حال اللعبة خطرة، فقد كانت السلطة الوطنية تواجه ضغوطاً أمريكية وابتزازاً إسرائيليا في شأن حماس، وبخاصة ما يتعلق بالجهود لتجاوز الانقسام السياسي، وهي إلى حد معتبر خرجت من هذه الدوامة المدمرة، وتمكنت من البدء بإعادة الإمساك بحلقات السلسلة السياسية المرتبطة بالقضية الفلسطينية، في المقابل تتلقى حماس ومنذ بدء الانقسام إغراءات المضي بهذا الوضع وإلى غير رجعة. واللاعبون في هذا هم لفيف ممن يستهدفون تصفية القضية الفلسطينية، ومن يستهدفون الأمن القومي العربي عامة وأمن مصر خاصة. يجب عدم تحويل القضية الفلسطينية إلى لعبة سياسية للآخرين.. والأيام حبلى وليس ببعيد أن يسقط أصحاب اللعبة بلعنة الانقسام ذاته.