لعل ما يميز دوري المحترفين السعودي لكرة القدم هذا الموسم هو دخول شركة عبداللطيف جميل راعياً رسمياً وحصرياً للدوري السعودي، بوصفها أول شركة متخصصة في مجال السيارات. والذي يميز هذا المجال من الصناعة هو اشتمال منتجاته على عنصرين رئيسيين، هما السلعة والخدمة. فالسلعة هي السيارة، والخدمة تمثل جميع ما يقدم للعميل من خدمات، سواء كانت مادية أو معنوية، قبل البيع أو خدمات ما بعد البيع. ونظراً لكون هذه الشركة العريقة ذات خبرات طويلة في السوق السعودي لسنوات عديدة فهي تمتلك من المهارات والخبرات العملية في التعامل مع العملاء ما يؤهلها بصورة كبيرة، ويمنحها القدرة على النجاح في استقطاب الجماهير للحضور والمتابعة لمباريات فرقهم أثناء الدوري. فقد أطلقت الشركة مبادرة جديدة لحث الجماهير على الحضور واستقطابهم من خلال مخاطبتهم بلغتهم؛ إذ قامت بإطلاق قمصان اللاعبين التشجيعية عبر القاذفات باتجاه الجماهير أثناء مباراة الهلال والاتحاد التي أقيمت بأرض مدينة الملك عبدالعزيز بالشرائع. وقد أطلقت الشركة هذه المبادرة المبتكرة من أجل إضفاء الإثارة على الجماهير الحاضرة في الملعب؛ ليشعر المشجع بوجود تفاعل معه من قبل المنظمون والشركة الراعية؛ وبالتالي تنمي لديه الرغبة في الحضور للملعب والمشاركة مع ناديه المفضل في كل مباراة أثناء الدوري. فالجماهير غالباً ما تحضر المباريات لثلاثة أسباب رئيسية، حسب ما أكدته الدراسات العلمية. فقد يحضر المشجع لكونه من عشاق النادي، أو لحضور الفعاليات التي تحدث داخل الملعب، سواء كانت تلك الفعاليات قبل أو أثناء المباريات كما هو حاصل في هذه المبادرة، وقد يحضر المشجع لأن زملاءه قد دعوه للمشاركة والحضور. وهذه المبادرة تعتبر من العناصر الجاذبة للمشجع الرياضي؛ فهي تضفي على بيئة الملاعب جانباً ترفيهياً شيقاً، يحفز الجماهير على الحضور، وخصوصاً من فئة الشباب، وهم يمثلون الشريحة الكبرى منهم. فما تعانيه بيئة الملاعب لدينا من هذا الجانب كبير جداً، سواء من ناحية جانب الترفيه الذي يكاد يكون نادراً جداً، أو من جانب الخدمات المقدمة داخل الملعب كالأكل والشرب، التي تفتقر لأبسط عوامل الجذب، فلا تعدو في الغالب كونها مجموعة أكشاك، لا تقدم إلا اليسير جداً من الخدمات الغذائية. وبالرغم من التأكيد الدائم في أكثر من مناسبة من قبل رابطة دوري المحترفين على تطوير بيئة الملاعب من هذا الجانب إلا أن المتابعما يدور داخل الملعب لا يلاحظ أي تطور؛ فما زالت البوفيهات الداخلية قليلة جداً، ولا تفي بالغرض، سواء من ناحية تنوع المعروض أو الكفاية مقارنة بعدد الجماهير، ولم يتم افتتاح أكشاك للمطاعم العالمية أو المشهورة كما صُرّح بذلك منذ سنتَين!