×
محافظة المنطقة الشرقية

أردوغان يريد منح اللاجئين السوريين الجنسية التركية  

صورة الخبر

تُشير حَزمة القرارات التي أعلن عنها الاتحاد الاوروبي أخيراً لدعم القــنـــوات التـــلــفزيـــونية الأوروبية الحــكومية، إلى مستوى القلق الرسمي من المشهد التلفزيوني الغــربي الذي يمر بتبدلات عاصفة تاريخية، وأن الإعلام الحكومي في القارة يحتاج مرة أخرى إلى دفعة رسمية قوية حتى يستطيع أن يحافظ على مكانته وسط كل هذه التغييرات. ويعي المختصون بشؤون هذا الإعلام أن عليه أن يتفاعل مع ما يجري، وإلا سيواصل فقده لشعبيته وموقعه كحارس للضمير الإعلامي، والذي نجح لعقود طويلة في أن يُوازن بين مهنيته العالية، ومنافسته لما تقدمه القنوات التجارية الأوروبية والغربية، ولتحافظ برامجه على مستوى متقدم في قوائم أفضل البرامج التلفزيونية مشاهدة في العديد من الدول الاوروبية. القرارات الجديدة هي استجابة إلى النمو المضطرد الذي تشهده سوق المشاهدة وفق الطلب، التي تهمين عليها شركات الإنترنت الأميركية، إذ تركز إحدى التوصيات الأخيرة للجنة الإعلامية المختصة في الاتحاد الأوروبي، على فرض ضرائب جديدة على شركات الإنترنت، توازي حصتها في السوق، وتخصيص تلك الأموال لدعم القنوات التلفزيونية الحكومية، كما ستطول فترات الإعلانات التجارية بين البرامج التلفزيونية التي تعرض على القنوات الحكومية، من أجل جني مزيد من العائدات، بعدما كان الاتحاد الأوروبي قد حدد تلك الفترات، للحفاظ على هوية القنوات الحكومية الجديّة، والتي ترتكز موازنتها في شكل أساسي على الأموال التي تحصل عليها من حكوماتها، ولا تمثل عائدات الإعلان، إلا جزءاً محدوداً من تلك الموازنة. وعلى رغم النجاحات الهائلة التي تحققها شركات الإنترنت الأميركية العملاقة، أو تلك الأوروبية المحلية من التي توفر خيارات كبيرة للزبون لمشاهدة برامجه، ليس من بينها المشاهدة الحيّة التي تقدمها القنوات التلفزيونية التقليدية، إلا أن هذه النجاحات يمكن أن تتراجع قريباً، إذ يتوقع مختصون أن يتوقف نمو شركات مثل «نتفليكس» عند حدود معينة في السنوات القليلة المقبلة. صحيح أن هذه الشركات لن تختفي من المنافسة على سوق المواد الترفيهية، ولكن لن تكون لها الصدارة لاعتبارات، أهمها أن النموذج الاقتصادي والتقني الذي توفره، يمكن تقليده، وضخه بمواد تحمل الهوية الخاصة لكل بلد. ولعل الأمر الآخر الذي يميل لمصلحة القنوات الحكومية الأوروبية، ويزيد فرصها في البقاء في المقدمة في دولها، هو إداراتها المرنة التي تتفاعل مع التطورات الإعلامية وتستجيب لها بسرعة كبيرة، وتقاليدها الطويلة في تشجيع المواهب المحلية، التي تجد في تلك القنوات المناخات المناسبة للتجريب والابتكار، والسمعة العالمية التي حصدتها برامج تلفزيونية لها عبرت بنجاح إلى ثقافات مختلفة. كل ذلك من الأسباب التي تدعو إلى التفاؤل بمستقبل لامع للتلفزيون الأوروبي، وبأنه سيواصل إلى جانب ما تنتجه القنوات الأميركية، تصدره للانتاجات التلفزيونية العالمية الناجحة.