يقال عَضَل الأمر أي اشتد واستغلق.. ويقال عضَل عليه أي ضيّق عليه وحال بينه وبين مراده، وقيل: منعه وحبسه عما يريد، وعضل المرأة أي منعها من الزواج ظلماً.. وفي القرآن الكريم "فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن". قبل أسبوعين أوردت "الوطن" رقماً مزعجاً مر بهدوء، دون أن يثير انتباه أحد من أدعياء حقوق المرأة الذين يتسلقون الشهرة على حساب قضاياها المصيرية.. ولا أولئك الذين يدعون حمايتها وصيانتها ويصفونها بأنها جوهرة مكنونة! لا هؤلاء، ولا أولئك، استوقفهم الخبر الذي يقول إن 5 محاكم في المملكة استقبلت خلال الشهرين الماضيين 78 دعوى عضل من قبل فتيات رفض أولياء أمورهن تزويجهن! طبقا لأرقام ـ حصلت عليها "الوطن" من مصادر في وزارة العدل ـ فإن تلك القضايا تم تحريكها في المحاكم العامة في مدن "الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة، والدمام". العضل من القضايا المسكوت عنها، وهذا الرقم خلال شهرين فقط.. والمقلق في المسألة أنها تختص بالمناطق الرئيسية في بلادنا.. فما الذي يحدث في المناطق ذات التركيز القبلي. تلك المناطق التي تنشط فيها العادات والتقاليد إلى درجة كبيرة تجعل المرأة تفكر ألف مرة قبل أن تتقدم بدعوى ضد ولي أمرها.. فلا هي التي أعتقت لوجه الله وتزوجت، ولا هي التي استطاعت أخذ حقوقها بقوة النظام. فتصبح أسيرة للأمراض النفسية والإحباط والشعور بالنقص والفشل. عضل النساء جاهلية مقيتة وشكل متجدد من الوأد. تتفاوت أسبابه من الجهل، إلى العادات الجاهلية، إلى المادة، ويعتبر من أشد العقبات اللاتي تواجه النساء في بعض المناطق القبلية وغيرها، في وقت تغيب فيه هذه القضية عن جميع الوسائل، على اختلاف توجهاتها وأحجامها. ولا أعلم السبب صراحة. قد يكون لأنها لا تجلب الضوء والشهرة كغيرها.