تساءلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية: ماذا وراء الهجوم على إسطنبول؟ وقالت إنه شكل صدمة قاسية على بلد مثل تركيا غالبية سكانها من المسلمين وفي الأيام العشرة الأخيرةمن شهر رمضان الفضيل. وأضافت أن السلطات التركية تتهم تنظيم الدولة الإسلامية بالوقوف وراء هذ الهجوم الدامي الذي أدىإلى مقتل العشرات وإصابة أكثر من مئتي شخص، وأنه يعد أحدث دليل على الفوضى التي تعم الشرق الأوسط، ولا سيما ما تعلق بالحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات. وقالت إن تداعيات هذه الحرب الكارثية بدأت تمتد خارج حدود سوريا لتشعل المنطقة برمتها، مشيرة إلىالوضع الخاص لتركيا بوصفها عضوا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتشكل رابطا استراتيجيا مع الغرب. وحثت الصحيفة على تعزيز تبادل المعلومات المخابراتية بين تركيا والغرب بشكل أكبر مما هو قائم الآن. حالة حرب وقالت نيويورك تايمز إنه رغم أن تركيا تعيش في حالة حرب مع الفصائل المسلحة من الانفصاليين الأكراد،فإن نمط هذا الهجوم يحيل إلى تنظيم الدولة الذي يرى المطار رمزا للحداثة والتكامل الدولي والنظام الديمقراطي العالمي. وأضافت أن استهداف تركيا بالهجمات لم يعد مستغربا، لكنها قللت من تهديدات تنظيم الدولة بينما تركز على مجموعات أخرى مسلحة في سوريا، في محاولة من تركيا للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأشارت إلى أن تركيا سمحت بمرور آلاف المقاتلين المتطرفين وكميات كبيرة من السلاح عبر حدودها إلى سوريا، وأن بعض هؤلاء بقي في تركيا ووجد فيها ملجأ آمنا، لكنه يبقى يشكل خطرا على البلاد بين فينة وأخرى. وقالت إن تنظيم الدولة لا يعد مشكلة للرئيس التركي رجب طيب اردوغانوحده، بل إن الولايات المتحدة تقود تحالفا دوليا في محاولة لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا. وإنها تحاول إنهاء الحرب الكارثية في سوريا التي أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من المدنيين ووفرت أرضا خصبة للمتطرفين. من جانبهما تساءل الكاتبان إلياس غرول ودان دي لوس في مقال بمجلة فورين بوليس الأميركية: لماذا لم يتبن تنظيم الدولة تفجيرات مطار إسطنبول؟ وقالا إن تنظيم الدولة يريد إرباك تركيا ويسعى لجعلهاتركز اهتمامها على مواجهة الأكراد، فضلا عن مساعيهلتقويض أردوغان.