أبرزت وسائل الإعلام الاقتصادية العالمية الصادرة أمس أبعاد قرار دمج أكبر صندوقين استثماريين سياديين في أبوظبي (آيبيك ومبادلة)، مؤكدة أن هذا الإندناج من شأنه أن يخلق كياناً استثمارياً ضخماً منتجاً للطاقة، حيث من المتوقع أن يتجاوز إنتاجه النفطي ما تنتجه ليبيا من الخام النفطي، وبحجم أصول أكبر من استحواذات شركة كونوكو فيليبس. وقالت وكالة بلومبيرغ إن أبوظبي التي تستأثر بنحو 6% من احتياطات النفط المؤكدة في العالم، أعلنت عن نيتها لدمج أعمال شركة الاستثمارات البترولية الدولية آيبيك وشركة مبادلة للتنمية لخفض التكاليف وزيادة الكفاءة. وستشكل عملية الإندماج كياناً استثمارياً بأصول تبلغ قيمتها نحو 135 مليار دولار، وديون بقيمة 42 مليار دولار، وفقاً لحسابات بلومبيرغ، بالمقارنة مع أصول بقيمة 97 مليار دولار لشركة كونوكو فيليبس حتى 31 ديسمبر من العام 2015. كيان متكامل وتسعى أبوظبي إلى ترشيد الإنفاق الحكومي بعد هبوط أسعار النفط الخام بمقدار النصف منذ العام 2014. واتحاد مبادلة مع شركة آيبيك من شأنه أن يؤسس كياناً متكاملاً لإنتاج وضخ النفط ومعالجة الوقود والبتروكيماويات التي تستخدم في صناعة البلاستيك والسلع الاستهلاكية، وفقاً لروبن ميلز، الرئيس التنفيذي لشركة قمر للطاقة. وأضاف: يهدف هذا الاندماج إلى ترشيد التكاليف والتخلص من الازدواجية في الأعمال. والكيان الجديد سيكون لديه قاعدة أصول متكاملة تنتشر في جميع أنحاء العالم. وآيبيك أكثر انخراطاً في مجال التكرير وصناعة المواد الكيميائية، في حين تركز مبادلة للتنمية على إنتاج النفط والغاز في الخارج. ويبلغ حجم أنتاج شركة مبادلة للبترول، الذراع التابعة لشركة مبادلة للتنمية، من النفط نحو 411 ألف برميل يومياً، أي أكثر من حجم الإنتاج الليبي من النفط والذي يبلغ 250 ألف برميل يومياً، وفقاً لبيانات بلومبيرغ عن شهر مايو. وتضخ الشركة النفط في تايلاند والغاز في إندونيسيا، كما تزود المنازل والشركات بالغاز في الإمارات وسلطنة عمان من خلال حصتها البالغة نسبتها 51% في شركة دولفين للطاقة. في حين أن مصدر، الذراع التابعة لمبادلة، تمتلك مشاريع للطاقة الشمسية والرياح في أبوظبي والمملكة المتحدة. ارتفاع سندات أبوظبي ومن ناحية أخرى، قالت بلومبيرغ إن سندات أبوظبي ارتفعت بعد أن أعلنت الإمارة عن خططها لدمج أعمال شركتي آيبيك ومبادلة للتنمية، ما يزيد الرهان على أن الحكومة ستوفر مزيداً من الدعم للمؤسسات التابعة لها. وارتفعت قيمة سندات شركة أبوظبي الوطنية للطاقة طاقة التي تستحق في العام 2024 إلى أعلى مستوى لها منذ ديسمبر 2014، عندما أعلنت الحكومة عن الإندماج المزمع بين آيبيك ومبادلة. في حين انخفض العائد على سندات شركة آبار للاستثمار، التابعة لآيبيك، المقومة باليورو والتي تستحق في 2020 بواقع 197 نقطة أساس، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبيرغ. وقال سيرجيه دراغفيتش، كبير المديرين في شركة يونيون انفستمنت برايفيتفوندز في فرانكفورت: إن الإندماج له تأثير كبير في الكيانات التابعة لحكومة أبوظبي بشكل مباشر، والكيانات التابعة لحكومة دبي بشكل غير مباشر. وهذا يعني استمرار دعم الدولة للمؤسسات التابعة لها. وقالت واشنطن بوست إن النتائج الإيجابية لقرار دمج الشركتين ستظهر خلال السنوات القليلة القادمة، ومن المتوقع أن يحقق عوائد وأرباحاً ضخمة لا سيما أنهما يمتلكان حصصاً في العديد من القطاعات الحيوية المهمة، حيث إن الاندماج والتعاون بين هذه الصناديق في مختلف القطاعات سيشكل كياناً ضخماً بمحفظة استثمارية هائلة. تنويع الاقتصاد ومن جهتها قالت صحيفة شيكاغو تربيون الأمريكية إن الإعلان عن اندماج شركتي مبادلة وآيبيك، يأتي في إطار خطط أبوظبي واستراتيجيتها الاستثمارية المستقبلية والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وإحداث تكامل بين الشركات والصناديق الاستثمارية في الإمارة، الأمر الذي سيسهم في تشكيل عملاق استثماري من شأنه أن ينافس بقوة على الصعيدين الإقليمي والدولي حيث ستبلغ قيمة أصول الكيان الاستثماري الجديد حوالي 135 مليار دولار ما يجعل منه أحد أكبر الصناديق الاستثمارية في العالم، خاصة أن كلاً منمبادلة وآيبيك يصنف ضمن أضخم 25 صندوقا استثماريا في العالم. وقالت الصحيفة إن الأوضاع التي شهدتها الساحة الاقتصادية العالمية وانخفاض أسعار النفط خلال العامين الماضيين، دفعت الإمارة إلى إعداد خطط واستراتيجيات طموحة لمواجهة عصر ما بعد النفط، ويبدو أن سياسة الاندماجات التي أعلنت عنها الإمارة ستكون جزءاً مهماً في استراتيجية أبوظبي الجديدة، وذلك بعد إعلان كل من بنك أبوظبي الوطني وبنك الخليج الأول خططاً للاندماج وتشكيل كيان مالي يعد الأضخم في الشرق الأوسط، مضيفة أن شركتيمبادلة وآيبيك تمتلكان حصصاً في العديد من الشركات المحلية والإقليمية والدولية، الأمر الذي سيسهل توسع الكيان الجديد عالمياً. ومن جهة أخرى، ذكرت مؤسسة كابيتال إيكونوميكس للأبحاث في مذكرة أصدرتها عشية الإعلان عن دمج آيبيك ومبادلة، أن الإمارات تحظى بوضع اقتصادي متين على المدى الطويل، نسبة للمكانة التي تتميز بها كأهم مركز تجاري ومالي في المنطقة. وعلى ذات الصعيد قالت مجلة فوربس الأمريكية إن اندماج آيبيك ومبادلة يعزز من الوضع الاقتصادي للدولة ويسهم في استقرار وتيرة النمو، إضافة إلى تقوية القاعدة الاستثمارية وزيادة تركيزها على قطاعات أكثر تنوعا وفائدة من حيث العائدات الاستثمارية.