×
محافظة المنطقة الشرقية

شركات محلية وعالمية تتنافس على كعكة السياحة

صورة الخبر

ما ينشر من أبحاث واستطلاعات موسمية في الغرب، وخصوصاً في أمريكا عن الثقافة الانتخابية يقدم عكس ما هو شائع عن تلك الثقافة، ذلك لأن الناخب في الغرب يحتكم إلى بوصلة نادراً ما تكون سياسية، ولديه أولويات تتعلق بحياته اليومية وما يعود عليه من الضرائب التي يدفعها، وهناك دراسات تناولت هذه الظاهرة في أمريكا، منذ ستينات القرن الماضي وما بقي فيها ثابتاً حتى الآن هو تدني نسبة الناخبين الذين يشكل الوعي السياسي نسبة في تكوينهم وخياراتهم، وحين فاز لوبان ذات يوم بعشرين بالمئة من أصوات الفرنسيين أثارت هذه النسبة رغم تدنيها فزع الرأي العام الفرنسي والمثقفين بشكل أخص، ومنهم من رأى أن أطروحات لوبان اليمنية والعرقية يجب ألا تتجاوز الثلاثة أو الأربعة بالمئة، وهي النسبة التقليدية للشواذ. وحين نقرأ عينات من استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة نصاب بالدهشة، سواء من سذاجة الإجابات أو الجهل بما يجري في العالم. والعالم العربي الذي يشكو من الأمية خصوصاً في بعدها السياسي ليس بالصورة التي يحاول البعض رسمها له. والناخب العربي خصوصاً قبل أن تستشري الطائفية لم يكن اختياره حكراً على ما هو محلي خالص، أو على ما يعود عليه مباشرة بالنفع، فهو طرف في معادلة سياسية بقدر ما هي اجتماعية واقتصادية، وله تصورات وطنية، وبوصلته ليست محكومة فقط بمصالحه الخاصة وحياته اليومية. ولدينا في الوطن العربي تجارب على هذا الصعيد تستحق التأمل، وبالتالي المقارنة مع الناخب في دول أكثر تقدماً بكل المقاييس، فليس كل ما هو شائع ومتداول صحيحاً، لكن الشعور بالنقص أحياناً إزاء الآخر خصوصاً إذا كان الأقوى كما يقول ابن خلدون يخلق أوهاماً مجافية للواقع. والمجتمعات الرأسمالية في ذروة التوحش الذي بلغته حولت الإنسان إلى كائن أحادي البعد كما يسميه هربرت ماركيوز، كما حوله سعار الاستهلاك إلى اسفنجة كما قال كاتب أمريكي آخر. خيري منصور