تقرأ تنمية الشارقة ببصيرة الرائي الحصيف ضمن تنمية الإمارات، ذلك أنها تشكل بالفعل ظاهرة لافتة وسط العنوان اللافت الكبير، حيث تتجاوز التنمية بكل أشكالها صانعة ذلك الواقع الجميل الذي يرتقي بالإنسان بقدر جد الإنسان وعمله وعطائه، وفي يوم واحد يمكن أن يطّلع المتابع على افتتاح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة منتجعاً سياحياً ضخماً في الإمارة الباسمة، كما يطلع، وبشغف كبير، على مقابلة تلفزيونية عميقة يتحدث فيها الدكتور سلطان عن أصول ومآلات الحرف العربي، مستكملاً بذلك ما بدأه بمحاضرته الرمضانية القيمة الموسومة بمن هم العرب؟، ومشيراً إلى أن ذلك كله بعض جهد في مشروع بحثي واسع يتناول أصل العرب وأصل اللغة العربية والحرف العربي. يجد الحاكم المثقف الوقت لتنمية الإمارة الباسمة من وجوه متعددة، ولا تنفصل حركة التعليم والتعليم العالي هنا عن تيسير سبل المعرفة عبر رفد الإبداع بالجديد المفيد، ولا تنفصل هذه بدورها عن عمل سلطان نحو تنمية الموارد البشرية، خصوصاً المواطنة، في حكومة الشارقة، كما لا ينفصل ذلك كله وأكثر منه عن التفات صاحب السمو حاكم الشارقة الدائم، غير المنقطع، إلى أحوال الناس ومعيشتهم وآخر ذلك المعلن بالأمس عن المستفيدين من الإعانات الاجتماعية والخدمات الاجتماعية، حيث توفير المساكن الملائمة، والميزانيات السنوية المجزية نحو تحقيق العيش الكريم، وإنهاء مشكلة ديون هؤلاء، وذلك نحو تحقيق الحياة المطمئنة والمستقرة لآلاف الأسر المواطنة. هكذا يعمل صاحب السمو الشيخ سلطان، وهكذا يرتقي بنهضة الشارقة من قرار إلى قرار، ومن مشروع إلى مشروع، محققاً نوعاً من التنمية قلَّ نظيره على مستوى الإقليم والعالم. لا انشغال يغني أو يشغل عن الآخر، والتنمية، في المجمل والكلية كما في التفاصيل والمفردات، منظومة واحدة، لها سمة التناسق والاتساق، ولها طبيعة التراكم والإضافة. الإضافة في هذا السياق معيار مهم يجب التوقف عنده طويلاً، فكل برنامج إضافة، وكل قرار أو حركة أومشروع إضافة يلمسها الناس وتملأ عليهم حياتهم، ودائماً تأتي القرارات في أوقاتها المناسبة، فتحقق أغراضها المرسومة، فيبنى المنجز بعد ذلك على المنجز حتى يكبر الصرح ويثمر الغرس. الشارقة اليوم أنموذج للتنمية الواعية المثقفة، ولتنمية الشارقة ضمن عنوان تنمية دولة الإمارات الكبير ،بصمة صاحب السمو الشيخ سلطان الخاصة التي هي محل اعتزاز وإعجاب كل إماراتي وكل عربي، ويبقى على المستفيدين من مبادرات سلطان وهم شرائح مجتمعية عريضة تقدير المنجز عبر المزيد من بذل الجهد حسب المستطاع وأكثر. وشكراً سلطان على التفاتته خصوصاً لصغار الموظفين وأصحاب الدخل المحدود، وشكراً له على توجهه إلى فئة الإعانات ونحن على مشارف العيد السعيد. كل عام والجميع بخير. ابن الديرة ebn-aldeera@alkhaleej.ae