×
محافظة المنطقة الشرقية

الهيئة الملكية بالجبيل تنظم مهرجان الحدائق والنباتات في 19 من الشهر الجاري

صورة الخبر

يشهد تاريخ الاحتلال الأمريكي قتل شهود حقيقة كثيرين، وبذلك لم تعد هناك فجوة واسعة وعميقة تفصل بين الحقيقة والواقع، الذي فرضه المحتل الأمريكي، كما أن شهود الحقيقة لم يعودوا وقودا لمستقبل شديد الغموض، مليء بالتناقضات، في عالم مليء -هو نفسه- بالتناقضات، بل لـه عدد من السمات والخصائص، تساعد الباحث على تقديم صورة تسهب في وصفهم بحكم أنـهم شهود حقيقة. وما أسهل قتل المحتل الأمريكي للإعلاميين، الذين استخدموا الصورة بشقيها: التلفازي والفوتوغرافي للوصول إلـى الحقيقة، قتلهم فلم يقم فريق تحقيق دولـي مستقل، بدراسة وقائع قتلهم، مع أن منظمة حقوق الإنسان دعت المجتمع الدولـي للتحقيق في قتلهم، إلا أن عدالة الأرض لم تنصفهم، ولكن عدالة السماء لا تتسامح مع القتلة، ولم يعد يضير المحتل الأمريكي قتل شهود الحقيقة، بعد أن سوغ استمرار احتلاله، وتصرفاته الظالمة، ودمر شعوبا، وأشعل نار فتنة، واعتدى على الرجال، والنساء، والشيوخ، والأطفال الأبرياء، وأهان العلماء المتخصصين، ونـهب الخيرات، وأصدر قوانين غير شرعية، وأصبح وأمسى هو: القاضي، والمدعي، والمحامي، والجلاد، والـحكم، والمنفذ. روى التاريخ أن قبيلة عربية ظلمت قبيلة مجاوِرة اسمها «قبيلة أسلم» وكان المدعي منها، والشاهد منها، والقاضي منها، ولما صدر الـحكم لصالحها ردد الناس مقولة مازالت ترن في الآذان «المدعي مِن أسلم، والشاهـد مِـن أسلم، والقاضي من أسلم، فكيف أسلم؟» وهذا هو حال المحتل الأمريكي. في كتاب (قتل الشهود: الاغتيالات الأمريكية للصورة الإعلامية العربية) تناول مؤلفه (باسل يوسف النيرب) «الصورة الفوتغرافية والتلفزيونية، كقوة إعلامية مصاحبة لأي نوع من أنواع العمل الصحفي، من خلال نماذج لصور حبست على إثرها أنفاس المتلقين» كما عرض الكاتب «مشاهد تحمل في طياتـها الـهم الإنسانـي المجرد من القيود». ولقد أصاب حين وصف الصورة الفوتوغرافية بأنـها «ذاكرة حية، ووثيقة لديـها القدرة على كشف التفاصيل، والبوح بكثير من الأسرار التي تعجز عنها الوثيقة المكتوبة». إن معرفة قتل المحتل للشهود والحقيقة، ينبغي أن تقوم على تلمس مختلف الجوانب الخفية له، ودراسة تشعيـباتـها وتنوعاتـها، وكشف المجال الداخلي لتفرده، والتعمق في معرفة نفسياته، كي يجيد الإعلاميون العرب والمسلمون فن التعبئة أو التكتيك، ذاك الذي ينـزل الـهـزيمة بالمحتل في ساحة المعركة.