أكد لـ"الاقتصادية" محللان سياسيان أن فرنسا لديها القدرات والإمكانيات الكافية لتعزيز القوة الأمنية والعسكرية للمملكة والإسهام في الصناعات الحربية والعسكرية السعودية، خاصة في ظل ما تعيشه المنطقة اليوم من أزمات وحروب وزيادة وتيرة داعش، ومن هذا المنطلق أراد الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي تعزيز العلاقات مع دولة لها ثقلها ووزنها السياسي والعسكري وتأثيرها في الاتحاد الأوروبي. وتوقع المحللان أن ينم عن هذه الزيارة إبرام عدد من الاتفاقيات في مختلف المجالات العسكرية والطبية والصناعية لجلب الأيدي الفرنسية للسعودية. وقال لـ"الاقتصادية" أحمد الركبان المحلل السياسي، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان لفرنسا اتضحت أبعادها السياسية منذ قدومه من الولايات المتحدة والنهج الذي اتبعه الأمير في تعزيز مكانة المملكة في دول العالم، كما أن السفير السعودي أكد أن زيارة الأمير ستشهد توقيع عدد من الاتفاقيات التجارية والعسكرية إضافة إلى ما يتعلق بالتعليم والجوانب الطبية. وتابع:" نحن نأمل أن تكون فرنسا ضمن الشراكات الدولية الكبيرة للمملكة بعد أمريكا ولا شك أن الأمير يرى أن فرنسا دولة ذات تأثير سياسي واقتصادي ولها القدرة على تنمية القدرات العسكرية في دول المنطقة". وأوضح أن العلاقات السعودية - الفرنسية تتسم بطابع القوة والثقة المتبادلة بين البلدين منذ عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، ونمت العلاقة وامتدت في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس الفرنسي فرانسوا متيران، حتى أصبحت الدولتان ذواتي تأثير عالمي على المستويين الاقتصادي والتجاري والقوة العسكرية وقوتهما داخل التحالفات العالمية. وبين أن هذه العلاقة مرت بنقاط مفصلية من أبرزها تعزيز القدرات العسكرية بين المملكة وباريس، إضافة إلى اتفاقيات متبادلة بين المملكة وفرنسا في ما تمر به المنطقة من إشكاليات، مفيدا بأن المملكة تعتمد على فرنسا كدولة أوروبية ذات قوة وسيادة عسكرية إضافة إلى وجودها في الأمم المتحدة وتأثيراتها في الأمم المتحدة كعضوة رسمية، كما أن فرنسا تثق بالسعودية كونها المحرك الإسلامي والعربي في المنطقة، ومعرفتهم بعدم تدخل المملكة في شؤون غيرها وهي تحارب الإرهاب بعقليتها المتميزة. وأشار إلى أن الأمير محمد بن سلمان يسعى إلى تعزيز القدرة السياسية للمملكة عن طريق تلك التحركات الكبيرة في دول المنطقة المختلفة وعلى رأسها الدول العظمي كأمريكا وفرنسا، كما أن تلك الاتفاقيات والجولات سينعكس أثرها على المواطن. وأضاف:" اليوم ولي ولي العهد في فرنسا لكسب الخبرات منها وجذب الأيادي الفرنسية للإسهام في الصناعة السعودية والإسهام في تنمية البلد إضافة إلى قدرات الفرنسيين من الناحية الأمنية وإمكانية رفعها في المملكة". بدوره، قال لـ"الاقتصادية" الدكتور علي العنزي أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود :" إن زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لفرنسا تأتي في وقت حساس جداً، ولها انعكاس إيجابي من خلال ما شاهدناه من حفاوة استقبال ولي ولي من قبل القيادة العليا في فرنسا، وهذا انعكاس لأهمية الزيارة وما توليه فرنسا للمملكة العربية السعودية". ولفت العنزي إلى أن العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا تعد علاقات تاريخية ومتجذرة، فمنذ الزيارة الأولى التي قام بها الملك فيصل عام 1968 والعلاقات في تطور مستمر لكنها في الفترة الأخيرة أخذت منحى استراتيجياً بين الدولتين، مضيفا "نعلم الآن ما يدور في الاتحاد الأوروبي بعد انسحاب بريطانيا ومن ثم فإن فرنسا في حاجة إلى السعودية، كما أن المملكة في حاجة إلى الخبرات الفرنسية وإلى السياسة الفرنسية، ففرنسا أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي وكذلك هي رابع أو خامس اقتصاد في العالم". وأكد أن المملكة لديها العديد من الخطط حول «رؤية المملكة 2030» لتشارك فيها فرنسا والولايات المتحدة، وأن زيارة ولي ولي العهد لفرنسا وأمريكا ولقاءه بالسياسيين والاقتصاديين، يعكس الأهمية الكبيرة التي يوليها ولي ولي العهد في الانفتاح على العالم، وكذلك توليها هذه الدول لهذه الشخصية السياسية في المملكة كونها تقود التحول الاقتصادي في المملكة في هذا الوقت بالذات.