قتل خمسة أشخاص بجروح، بينهم أربعة عناصر من الجيش اللبناني، بتفجير أربعة انتحاريين أنفسهم، أمس، في بلدة القاع اللبنانية الحدودية مع سورية، فيما أكد رئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام، أن استقرار البلاد مستهدف من قبل «قوى الظلام»، داعياً إلى الوقوف خلف الجيش والقوى الأمنية اللبنانية. في حين اندلعت اشتباكات عنيفة، بين قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة في منطقة الملاح شمال حلب، ترافقت مع غارات كثيفة على مناطق بريف حلب الشمالي. وفجر أربعة انتحاريين أنفسهم، فجر أمس، في بلدة القاع اللبنانية الحدودية مع سورية، ما تسبب في مقتل خمسة أشخاص، وإصابة 15 آخرين بجروح، بينهم أربعة عناصر من الجيش اللبناني. وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان: «أقدم أحد الإرهابيين داخل بلدة القاع على تفجير نفسه بحزام ناسف أمام منزل أحد المواطنين، تلاه إقدام ثلاثة إرهابيين آخرين على تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة في أوقات متتالية، وفي الطريق المحاذي للمنزل المذكور». وأوضح أن بين الجرحى أربعة عسكريين، «كانوا في عداد إحدى دوريات الجيش، التي توجّهت إلى موقع الانفجار الأوّل». وقال إن قوى الجيش «فرضت طوقاً أمنياً حول المحلة المستهدفة، وباشرت عملية تفتيش واسعة في البلدة ومحيطها، بحثاً عن مشبوهين». بدوره، أفاد الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني، جورج كتانة، «فرانس برس»، بمقتل خمسة أشخاص، جراء هذه التفجيرات، وإصابة 15 آخرين بجروح، لافتاً إلى أن عدداً من الجرحى «في حالات خطرة». وكان مصدر عسكري روى، لـ«فرانس برس»، أن «الانتحاري الأول أقدم على طرق باب منزل أحد سكان البلدة، وقد أثار شكوك» صاحب المنزل، ما دفعه إلى تفجير نفسه بعد الاشتباك معه. وتجمع السكان في المكان على الأثر، وما لبث أن أقدم «ثلاثة انتحاريين آخرين على تفجير أنفسهم تباعاً، ووقع الانفجار على مقربة من مركز للجمارك على الحدود». وقال مصور، لـ«فرانس برس» في البلدة، إن التفجيرات حصلت على طريق رئيس داخل حي سكني في البلدة، يربط منطقة البقاع ببلدة القصير في الجانب السوري من الحدود، ووقعت التفجيرات على بعد أقل من 100 متر من كنيسة في البلدة. وبسبب قربها من الحدود السورية، غالباً تصل أصداء القصف والمعارك إلى القرية، التي اعتاد سكانها دوي الانفجارات، منذ اندلاع النزاع السوري. وشهدت المنطقة، خلال فترة طويلة من النزاع السوري، أحداثاً أمنية، ناتجة في معظمها عن تسلل مقاتلين معارضين للنظام السوري عبر الحدود من وإلى سورية، لكن الحدود أقفلت تماماً قبل أشهر طويلة، مع سيطرة قوات النظام ومقاتلين من «حزب الله» على الجانب السوري منها، وتشديد القوى الأمنية اللبنانية رقابتها على المناطق الحدودية. وربط مطران بعلبك للروم الكاثوليك، إلياس رحال، بين ما جرى ووجود لاجئين سوريين في خراج البلدة، قرب الحدود مع سورية. وقال «كنا نتخوف من هذه الحوادث، بسبب وجود العدد الكبير من النازحين على أرض القاع». ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام أن مدفعية الجيش الثقيلة قصفت مواقع المسلحين في جرود القاع. من جهته، أكد رئيس الوزراء اللبناني أن العملية الإرهابية، التي هزّت بلدة القاع في وادي البقاع، تثبت أن استقرار البلاد مستهدف من قبل قوى الظلام. وقال في بيان إن «هذه العملية الإرهابية تثبت أن استقرارنا مستهدف من قبل قوى الظلام، وأن سبيلنا الوحيدة لتحصينه هي وقوفنا جميعاً صفاً واحداً خلف جيشنا وقواتنا وأجهزتنا الأمنية في معركتها مع الإرهاب، وتعزيز وحدتنا الوطنية وتمتين جبهتنا السياسية الداخلية». وفي سورية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة أخرى، في منطقة الملاح شمال حلب، ترافق مع تنفيذ طائرات حربية المزيد من الغارات على مناطق في بلدتي حريتان وعندان بريف حلب الشمالي، مشيراً إلى أن طائرات حربية نفذت غارات عدة، على مناطق في بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي، ما أدى لسقوط جرحى. وأضاف المرصد أن طائرات حربية قصفت مناطق في بلدة خان طومان، وقرى خلصة وجب الكاس والكسيبية ومنطقة إيكاردا، بريف حلب الجنوبي. وأشار إلى استمرار الاشتباكات في مدينة منبج بين «قوات سورية الديمقراطية»، وتنظيم «داعش»، في محيط دوار المطاحن بجنوب المدينة، حيث تقدمت القوات إلى الدوار، بعد تثبيت سيطرتها على مطاحن منبج وصوامعها، فيما تحاول التوغل داخل مدينة منبج، والسيطرة على حي الحزاونة الواقع غرب الدوار، لتوسيع نطاق سيطرتها في المدينة.