طالب خبير أمني بتبني المملكة إنشاء مركز أو هيئة متخصصة لتحليل تدفق البيانات الهائلة على شبكات التواصل الاجتماعي، التي تستخدمها المنظمات الإرهابية التي تعمل بأيدٍ خارجية مع الأعين الخائنة داخل المملكة للتربص بأمن الوطن والعمل كخفافيش الظلام للنيل من رجال الأمن ومن الأبرياء. وبين الدكتور فايز بن أحمد الشهري لـ «عكاظ» أن تبادل هذه البيانات يتم من خلال وسائل اتصال «آمنة» تمكنهم من تلقي التعليمات من المنظمات الإرهابية للقيام بعمليات تخريبية بالداخل، لافتا إلى أن وسائل الاتصال «الآمنة» للمنظمات الإرهابية هي كل وسيلة تواصل لا تخضع للرقابة ولا يمكن الوصول لمستخدمها مهما كلف الأمر. وأكد أنه من الضروري تحليل هذه البيانات واستقراؤها لتكون مساندة للأجهزة ذات العلاقة سواء كانت أمنية، اقتصادية، سياسية أو اجتماعية، مشيرا إلى أن الدراسات تشير إلى أن معدل النمو في شبكات التواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط سيبلغ 56 % مع حلول عام 2018، كأعلى معدل استخدام في العالم، لافتا إلى أن عقليات التطرف والإرهاب حرصت على استغلال تلك الشبكات لترويج الصراعات الدينية والتفسيرات الخاطئة، وتجاوزت ذلك بأنها أصبحت تمثل دورا مهما وفعالا في التطرف والغلو الذي كان من نتائجة تجرد الأبناء من إنسانيتهم بقتلهم لوالديهم وأقاربهم. وأضاف الشهري الذي يعمل مع فريق عمل متخصص منذ وقت طويل على دراسة مشروع وطني هام يعنى بدراسة وتحليل البيانات وقراءة المستقبل بناء على المعطيات الحالية، «أمام هذه المخاطر يستوجب عمل عدد من الإجراءات العاجلة والخطط الإستراتيجية قصيرة وطويلة المدى، التي تكون مشتركة بين المؤسسات والجهات المسوؤلة سواء كانت تلك المؤسسات أمنية، دينية، تعليمية، إعلامية، اتصالات، ترفيهية وغيرها، والعمل على وضع معايير قياس يومية وأسبوعية وشهرية وسنوية شديدة الصرامة في متابعة تلك الخطط والتأكد من تحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها، والتي سوف يكون لها الدور الفعال في إنقاذ شبابنا وبناتنا من براثن الإرهاب والتطرف ومن القوى السياسية المعادية التي تستهدف تدمير مجتمعنا..