أشعر وأرجو أن يكون هذا الشعور خاطئاً أن النسبة العظمى ممن تسلموا «فلوس انتداب» أو خارج دوام في بعض الوزارات وبعض الإدارات الحكومية تدخل تحت بند تحسين الوضع ليس إلا. أصبحت قرارات الانتداب لكل من هب ودب ومدة الانتداب إذا كانت عشرة أيام فالموظف وبكل جراءة يؤدي المهمة في ثلاثة أيام كحد أقصى والباقي «فلة حجاج مع الربع»، حتى زملاؤه في العمل يعرفون الوضع وقد يصل الموضوع للرئيس المباشر الذي يتكئ على استغلاله للمنصب ومن ثم يسمح للموظف بصرف الانتداب لمدد طويلة في مهمات تنتهي في أزمنة قصيرة وأيضا بعض المستفيدين من المنصب يمنحون بعض الموظفين فترة دوام إضافي قد تمتد طوال العام دون أن يستدعي العمل ذلك، المهم اقتسام كعكة الميزانية ومن حضر القسمة فليقتسم. كل كارثة تحل بأطراف البلاد يأتي القرار الفوري بتشكيل لجنة وصرف انتداب من ميزانية الخير وآخرها تشكيل لجنة للانتقال لمنطقة جازان لمعاينة الوضع التكويني للطبيعة الجغرافية بعد الهزات المتلاحقة التي تعرضت لها شمال جازان، ماذا ستفعل اللجنة حتى وإن كانت علمية متخصصة في هذا المجال؟ هل تتسلم الانتداب وتكتب تقارير للرفوف والأدراج؟ أم تعاين التجهيزات المتطورة المعدة سلفاً لاحتواء السكان في المخابئ والمواقع الآمنة؟ صدقوني لا يوجد مخابئ سواء للحروب أو للزلازل، ولا يوجد داعٍ لتشكيل لجنة لأن الأمر برمته علم غيبي لا يعلم توقيته ومخاطره وتفاصيل التفاصيل إلا رب العزة والجلال.. يتسابقون على لجان الانتداب وعلى فرص خارج الدوام ولا يعلمون بنهاية الحساب في هذه الدنيا الفانية إذا رأيت فقيراً في بلد غني فثق تماما أن قيمة رغيف خبزه ذهبت في انتداب أو خارج دوام لمن لا يستحق!!