×
محافظة المنطقة الشرقية

القبض على أشخاص استخدموا وسائل التواصل لنشر مواد تحريضية

صورة الخبر

يتناول كتاب "الطب النبوي بين الفقيه والطبيب" موضوعاً شائكاً تشبه الكتابة فيه عملية المشي في حقل ألغام، حيث يقول مؤلفه إنه لا يؤمن بإلهية الطب النبوي، بل يؤمن أن ما يسمى بالطب النبوي هو طب العرب في عهد النبي عليه السلام. ويستند المؤلف في رأيه إلى رأي معتبر حسب وصفه قال به أو ببعضه علماء ومفكرون من الطراز الأول، مثل الذّهبي، والخطابي، والمازري، والسرخسي، والشربيني، وابن خلدون، وولي الدين الدهلوي، ومحمد الأشقر، وغيرهم كثير". الطب الجاهلي قبل أن نعرض للكلام عن الطب النبوي دعونا نستعرض على وجه السرعة الحالة الصحيّة في العالم قبل ظهور الإسلام، لنرى هل الطب النبوي في فترة البعثة النبوية - من 13 سنة قبل الهجرة إلى سنة 11 بعد الهجرة - جاء بشيء جديد لم يكن في العصور التي سبقته؟ وكيف كان الناس يتداوون قبل الإسلام وبعده؟ في مصر كان المصريون القدامى من أوائل من مارسوا الطب في شكله البدائي عن طريق تشخيص المرض ثم علاجه بعدما أحدثوا انشقاقاً عن ممارسات الكهنة والمشعوذين، فكانوا يتّبعون وسائل علاجية لمنع الحمل والذبحة الصدرية وأمراض المعدة والإسهال وانحباس البول بالإضافة إلى الكسور والأسنان. ثم جاء الطب البابلي الذي اختلطت فيه الخزعبلات مع الطب التجريبي، ووضع حمورابي في شريعته قوانين المسؤولية الطبيّة، وكان البابليون يمارسون شتى أنواع الطب الوقائي والطبيعي الذي كان يتضمن التداوي بالأعشاب. ثم جاء الطب الصيني الذي اعتمد على الأدوية النباتية والوخز بالإبر والكي، هذا الكي الذي سيعدّ لاحقاً فرعاً من الطب النبوي. أما الطب الهندي فقد أبدع في مجال التشريح والجراحة والكي مع استخدامهم علاج الأعشاب، فأدرج بعضهم ألف عشبة ونبتة لعلاج مختلف الأمراض، واستخدم الهنود أيضاً التمائم والتعاويذ التي استعاروها من الشعوب الأخرى. ثم جاء الطب اليوناني الذي نهل من معارف المصريين والبابليين، وظهر تيار الفلاسفة بقيادة أبقراط، ولقد مارس هذا التيار الطب بطريقة أكثر عقلانية وأكثر تطوراً وأكثر منهجية من جميع السابقين، واعتبر هذا التيار الطب فرعاً من العلوم الطبيعية وليس فرعاً من كهانة المشعوذين، وبذلك أسّس لأصولية طبية أثّرت في سير الطب الحديث الذي نمارسه اليوم، ووضع أجمل قواعد الطب على الإطلاق وهي قاعدة "الطب قياس وتجربة". ثم جاء طب الرومان الذين اشتهروا باستعمال الحمية والرياضة والحمامات الساخنة بدل العقاقير المختلفة، ومارسوا العمليات الجراحيّة في الحالات الضرورية فقط في حالات وجود ورم سرطاني أو غرغرينة وغيرها، واشتهر الرومان باستخدام الموسيقى والمهدئات لعلاج الأمراض العقلية. بعد هذه المرحلة الزمنية الحرجة جاء طب العرب أيام الجاهلية والذي اعتمد على الكي واستئصال الأطراف الفاسدة، واستخدموا كذلك الحجامة والفصد، وتداووا بشرب العسل ومنقوع بعض الأعشاب النباتية، واعتمدوا كذلك على الحمية، وشاعت بينهم المقولة المشهورة التي يظنها البعض حديثاً نبوياً وهي ليست كذلك "المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء"، فكان طبّهم طبّاً شعبياًّ ينتقل بالممارسة والتعليم من جيل إلى آخر، واستخدموا - كما استخدم من كان قبلهم - الكهانة والاستعانة بالنجوم والتعاويذ والرقى. الطب الإسلامي لم يختلف العرب عن سواهم من الأمم الأخرى في التداوي بالأعشاب والعقاقير التي هدتهم إليها الصدفة ثم التجربة، ولجأ بعضهم إلى السّحرة والكهنة والعرّافين، ثم جاء الإسلام ونقل العرب من ظلام الجهل إلى نور المعرفة، ومن ضيق الشرك إلى رحاب التوحيد، وهنا فتحت صفحةٌ جديدةٌ في تاريخ الطب تضاف إلى الصفحات الإنسانية السابقة. إنّ الطب الذي مورس في عهد النبوّة - والذي هو في الأساس طب العرب قبل الإسلام - هو جزءٌ من الطب العربي والإسلامي وليس رديفاً له، فليس من مهمّة الأنبياء تعليم الناس الطب أو الفلك أو الهندسة أو الرياضيات أو الفيزياء الفلكية أو الكيمياء الجزئية، بل مهمّتهم هي التوجيه الأخلاقي لهذه العلوم حتى تستخدم لصالح الإنسانية ضمن إطار المصالح والمفاسد. ولقد حفّز رسول الله أصحابه على دراسة الطب فقال - كما روى أبو داود بسند صحيح -: "تداووا فإن الله لم يضع داءً إلا ووضع له دواء غير داء واحد الهرم". من هذه المنطلقات العامة انطلق أطباء المسلمين يتعرّفون على الطب اليوناني من خلال البلاد الإسلامية المفتوحة، واستقدموا أطباء الرومان ثم أخذوا يترجمون كل ما وقع تحت أيديهم من كتب طبية فارسية أو إغريقية في العهد الأموي. ومع قدوم العصر العباسي تبلورت معارف المسلمين الطبية الخاصة بهم، وأخذوا يصحّحون أخطاء الأطباء الأولين، فجاء ابن النفيس وصحّح خطأ جالينوس الذي كان سابقاً يعتقد بوجود ثقب بين بطيني القلب الأيمن والأيسر، فوضع ابن النفيس نظرية "الدورة الدموية الصغرى" والتي تقول إنّ الدم يذهب من الأوردة إلى القلب ومن هناك ينطلق إلى الشرايين، لكن للأسف نسب هذا الإنجاز العظيم لويليام هارفي، ولعلّ الحق كان مع أرازموس داروين حين قال: "في العلم يحظى بالشرف الشخص الذي يقنع العالم وليس أول شخص قدّم الفكرة". وكان أطباء الحضارة الإسلامية أوّل من فرّق بين المغص الكلوي والمغص المعوي في زمن لم تتوفر فيه الأشعة السينية ولا المقطعية، وكانوا أوّل من فرّق بين الشلل الناتح عن سبب مركزي والناتج عن سبب خارجي في زمن لم تتوفر فيه أشعة الرنين المغناطيسي. وكان طب الحضارة الإسلامية سيد العالم لمدة 8 قرون، فكانت كتب الرازي وابن سينا مواداً إجبارية في الجامعات الغربية، ثم دخل المسلمون عصر الظلمات الذي خرج منه الغربيون بعدما اتكؤوا على طب الحضارات التي سبقتهم، فأمسوا سادة العالم في الطب بعدما كانوا عالة على غيرهم، وصار المرجع إليهم اليوم في تحديد الدواء المناسب من غير المناسب، والمعتمد من غير المعتمد، والآمن من غير الآمن. أما المسلمون فتوقفوا في نفس المربع الذي توقف فيه ابن سينا والرازي، وصار الممارسون الشعبيون يتحدثون بنفس لغة القرون المفضلة الأولى ويستخدمون نفس أدويتهم بزعم أنها إما نبوية أو تراثية مجربة. تاريخ الطب النبوي الطب النبوي كما يعرفه أنصاره بأنه هو مجموع ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم مما له علاقة بالطب، سواءً كان آيات قرآنية أو أحاديث نبوية، ويتضمن وصفات داوى بها النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه ممن سأله الشفاء، أو أنه دعا إلى التداوي بها، كما أنه يتضمن توصيات تتعلّق بصحة الإنسان في أحوال حياته من مأكل ومشرب ومسكن ومنكح، ويتضمن تشريعات تتصل بأمور التداوي وأدب الطب في ممارسة المهنة وضمان المتطبب في منظار الشريعة الإسلامية. يبدو أنه من الصعب تحديد تاريخ معيّن لانطلاق الطب النبوي في ثوبه القشيب الذي نعرفه به اليوم، فالمرحلة الأولية منه كانت عبارة عن نصوص قرآنية عامة تتحدث عن إرشادات صحية عامة، ونادراً ما دخلت في تفاصيل علاجية كما فعلت نصوص السنة المروية في الموطأ، والبخاري، ومسلم، والترمذي، وأبي داود، والنسائي، وابن ماجة، والحاكم، والبيهقي. وليس مقصود هذا الكتاب استقصاء كل الكتب التي ألفت في هذا المجال، والتي بلغت أكثر من 30 كتاباً مخصصاً للكلام عن الطب النبوي، لكن المقصود الإشارة إلى كثرة المؤلفات التي وضعت في القرون الماضية، إن وجود هذا الكم الهائل من التراث في موضوع الطب النبوي دعا الدكتور حسن الفكي في كتابه "أحكام الأدوية في الشريعة الإسلامية" إلى الاعتراف بأن "الطب النبوي في حاجة إلى دراسة عميقة، تجلي قدره العظيم... وتجمع بين ما ظهر من تعارض بينه وبين الحقائق الطبية الحديثة والتي بلا شك إما أن تتفق معه وإما أن تكون باطلة... فهو بحاجة إلى باحث متضلع". كيف يمارس الطب الحديث؟ إن مدرسة الطب الحديث اليوم هي عبارة عن تراكم هائل من التجارب الإنسانية والمعرفية والتجريبية من جميع الحضارات الصينية والبابلية والآشورية والمصرية واليونانية والرومانية والفارسية والعربية بعدما تخلصت من شعوذة الساحرات وسطوة الخزعبلات، وأصبحت تعتمد على التجارب السريرية والمخبرية. تتألف عناصر ممارسة الطب اليوم ضد المرض من عدة عناصر رئيسية: الأسباب: هي دراسة أسباب المرض. فسيولوجية المرض: دراسة آلية المرض ومضاعفاته. أعراض المرض: هي دراسة الدلائل الظاهرة وتسمى أيضاً الدراسة السريرية. التشخيص التفريقي: هو وصف الأمراض التي تحمل أعراضاً مشابهة لبعضها البعض. التشخيص: هو تحديد المرض بعد عمل الفحوصات التشخيصية اللازمة من فحوص دم وأشعة وأنسجة. العلاج: والذي ينقسم إلى دوائي وجراحي. التوقع: دراسة احتمالية تطور المرض. وهذا قريب من كلام للإمام الذهبي في الكتاب المنسوب له "الطب النبوي" - وهو في الحقيقة لداود الدمشقي كما قدمنا - حيث يقول: "الطب ينقسم إلى جزء علمي وجزء عملي، فالعلمي أجزاؤه أربعة: العلم بالأمور الطبيعية، والعلم بأحوال بدن الإنسان، والعلم بالأسباب، والعلم بالعلامات... والجزء العملي ينقسم إلى حفظ الصحة ومداواة المرض". كيف يتم اعتماد الدواء عالميا؟ إنك لا تستطيع فحص ما حولك من أعشاب ومواد كيميائية بطريقة عشوائية للتأكد من علاجها لهذا المرض أو ذاك، لأن ذلك سيكون مضيعة للوقت وربما يعرض الناس للخطر، فالبداية تكون هي دراسة طبيعة المرض المراد علاجه بتفاصيله المملة مبتدئاً بمستواه الجزيئي الذي لا يرى بالعين المجردة، وبعد ذلك يمكن التفكير بدواء ما ذي خاصية معينة يفتك بالمرض في مراحله الجزيئية الأولى. في بعض الأحيان تأخذ هذه الخطوة عشرات السنين للوصول إلى طبيعة المرض، وعادة تقوم بهذه الخطوة الجامعات والمختبرات المتخصصة والمزودة بأعلى درجات التقنية. تقول الدكتورة مارشيا أنجل في كتابها "حقيقة شركات الأدوية / كيف يخدعوننا" أنه عندما يتم التوصل إلى طرف خيط في طبيعة المرض، فإن بصيص الأمل يتسع أكثر فأكثر لإيجاد دواء ناجع لهذا المرض بشرط أن يكون آمناً، وهنا تدخل على الخط شركات الأدوية التي تتنافس لإنتاج دواء بالخواص المطلوبة من الباحثين وإثبات فاعليته وأمانه، وهذه المرحلة التطويرية تنقسم إلى مرحلتين: ما قبل السريري، السريري. تتطلب مرحلة "قبل السريري" إيجاد مرشحين لتجريب الدواء عليهم فيتم تجريبه على الحيوانات مثل الفئران والخلايا المستزرعة، وعدد قليل جداً من هذه الأدوية يتمكن من تخطي هذه المرحلة إلى مرحلة "السريري" والتجربة على البشر والتي تعد أكثر المراحل كلفة ومشقة، وتبعاً لإحصائيات شركات الأدوية فإن دواءً واحداً من بين 1000 دواء يتمكن من تخطي مرحلة "قبل السريري"، ودواءً واحداً من خمسة يتمكن من النجاح في مرحلة "السريري"، فهذا يعني أن دواء واحداً فقط من كل 5000 دواء يتم تجريبه يجد طريقه إلى الصيدليات بعد إذن منظمة الأغذية والأدوية المحلية أو العالمية. فهل نملك الجرأة لضخ جميع أدوية تراثنا في هذه الطاحونة العملاقة التي لا ترحم ولا تدين بأي دين، فهي مأمونة من التحيز لطرف دون الآخر، فما يثبت نفعه نأخذ به وما لا يثبت نلقيه جانباً ولا كرامة، يا ترى لماذا يخشى أرباب طب الأدوية الشعبية - التي جعلوها نبوية - من خوض تجربة البحث العلمي المنهجي الرصين؟ أدوية الطب النبوي سأقوم هنا بفحص ما استخدم في الطب النبوي من أدوية وأعشاب مستعيناً بآخر الأبحاث العلمية الحديثة، ولقد رجعت في ذلك إلى الكتب المعتمدة في الطب والصيدلة مثل كتاب "مراجعة للمستحضرات والمنتجات الطبيعية" والذي يعد مراجعة محايدة شاملة للمستحضرات الطبيعية الشائعة في كل أنحاء العالم بدءاً من الصين شرقاً إلى أميركا غرباً. وراجعت أيضاً كثيراً من الأبحاث العلمية في المواقع الطبية المعروفة، وعندما أقول إن دراسة دلت على شيء ما فليس ذلك يعني اعتماد استخدامه مباشرة، بل ربما تكون هذه نتائج أولية لهذه الدراسات أو تكون هذه الدراسات بحاجة إلى دراسات أخرى للتفكير في طرحها في الأسواق، فلا ننسى أن من بين كل 5000 دواء يطرح تحت مطرقة البحث، فإن دواءً واحداً منها ينجو من الكسر ويطرح في الأسواق الطبية بطريقة شرعية. العسل يعد العسل من المنتجات الموغلة في سرداب التاريخ، وكان قديماً يستخدم في تحلية الطعام، واستخلص منه المصريون القدماء أكثر من 900 وصفة علاجية، وتم استخدامه من قبل معظم الشعوب القديمة لعلاج التهابات البلاعيم واستخدم أيضاً لالتئام الجروح وعلاج قروح الجلد، واستخدمه المصريون والآشوريون واليونانيون والرومان والصينيون والألمان - في الحرب العالمية الأولى - كمادة معقمة مضادة للالتهابات، والعسل الخالص غير المصنع غني بمضادات الأكسدة والفيتامينات والأحماض الأمينية والإنزيمات والكربوهيدرات والمعادن، أما المصنع منه فإنه منزوع القيمة الغذائية. ينقل الدكتور محمد جهاد شعبان في كتابه "الطب والحياة" أكثر من 80 فائدة طبية للعسل في علاج أمراض الجهاز الهضمي والقلب والجهاز العصبي والتناسلية والعيون والجلدية والتجميل والحساسية والتنفسية والكبد والشيخوخة، لكنه للأسف الشديد لم يدلل على واحدة منها. هل العسل شفاء أم هو الشفاء؟ يقول الله تعالى: "وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون (68) ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون 69))" يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: "قال بعض من تكلّم على الطب النبوي: لو قال فيه: "الشفاء للناس" لكان دواءً لكل داء، ولكن قال:" فيه شفاء للناس" أي يصلح لكل أحد من أدواء باردة، فإنه حار، والشيء يداوى بضده، وقال مجاهد بن جبر في قول "فيه شفاء للناس" يعني القرآن" انتهى كلام ابن كثير. التئام الجروح إن مراجعة أكثر من 25 بحثاً في هذا المجال بين عامي 1984 و 2001 أثبتت أن العسل علاج فعال يساعد على التئام الجروح وعلاج القروح وأثبت فعالية في علاج قروح الرجل بسبب خاصيته المضادة للبكتيريا. بديل لمرضى السكري بشكل عام لا يصلح العسل كبديل لأن كلاً من السكر العادي والعسل سيرفعان نسبة السكر في الدم كما تقول الدكتورة ماريا كولازو من مايوكلنيك، بل إن العسل يحتوي على نسبة كربوهيدرات - والتي ستتحول في الجسم لاحقاً إلى سكر - وسعرات حرارية أعلى قليلاً من السكر العادي على نفس الملعقة. فملعقة طعام واحدة من العسل تحتوي على 64 سعرة حرارية و17 جراماً من الكربوهيدرات، أما السكر فملعقة واحدة منه تحتوي على 47 سعرة حرارية و13 جراماً من الكربوهيدرات، وما دامت الكربوهيدرات ستتحول لاحقاً إلى جزئيات سكر الجلوكوز فربما يتفوق العسل على السكر العادي في رفع سكر الدم. ستجد دراسات أخرى منقولة بأسماء ومراجع أجنبية تثبت أن العسل يحتوي على مادة شبيهة بالأنسولين وأن سكر الجلوكوز فيه قليل، وبالتالي تأثيره على مرضى السكر إيجابي، فلا تغتر بتلك المعاني المصطنعة فإن اليقين لا يزال بعيد المنال في مثل هذه الأبحاث، وإلى أن يصير ذلك يقيناً فلكل حادث حديث ولكل مقام مقال يعود بنا إلى شاطئ الحق أينما كان. حبة البركة استخدمت حبة البركة كعلاج منذ أكثر من 3000 سنة، ولقد بدأ استخدامها في الشرق الأوسط ثم انتقلت من هناك إلى أوروبا وإفريقيا والهند، ولقد كان المصريون القدماء يعتقدون أن هذه الحبة تلعب دوراً حاسماً في الحياة الآخروية، ولقد وجدت حبيبات حبة البركة في معبد فرعون مصر "توت عنخ أمون". استخدم أطباء اليونان حبة البركة لعلاج الصداع وآلام الأسنان واحتقان الأنف ودودة الأمعاء، ثم عندما جاء الإسلام كان العرب يتداوون بحبة البركة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري: "عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام". - الربو قامت دراستان على الأقل بإثبات أن حبة البركة تثبط أعراض الربو، وهناك دراسة أشارت إلى أن زيت حبة البركة قادر على تقليل مستوى "الإيزنوفيل" وأجسام المناعة من فئة إي ((IgE & esoinphil المسؤولين عن ظهور أعراض الربو والحساسية ما يدعم استخدامه كعلاج مساند للعقارات الطبية. - السرطان لا أعرف دراسة استطاعت إثبات أن حبة البركة تصلح كعلاج للسرطان في جسم الإنسان، لكن بعض الدراسات أشارت إلى قدرة حبة البركة على تحبيط الخلايا السرطانية في معدة الفئران وهذا ليس سبباً كافياً لاعتمادها علاجاً للسرطان في الوقت الحاضر. - تسكين الآلام يستخدم البعض حبة البركة لعلاج الآلام الناتجة عن الصداع والروماتيزم لكننا في الواقع لا نملك إثباتاً علمياً مقنعاً لهذه الاستخدامات على أرض الواقع. - الالتهابات يقوم البعض باستخدام زيت حبة البركة كمضاد للبكتيريا والفيروسات والفطريات والدوديات، لا دليل على نجاح هذا الاستخدام في جسم الإنسان. التمر قال النبي عليه السلام - كما جاء في "صحيح مسلم" -: "بيت لا تمر فيه جياع أهله"، وإن بعض الأبحاث العلمية تتنبأ بتصدر التمر للسلم الغذائي في المستقبل وربما سيحوز لقب الفاكهة المثالية بسبب احتوائه على الكربوهيدرات والدهون والبروتينات والفيتامينات والألياف و15 ملحاً ومعدناً. وبرغم الاستخدام العالمي للتمر في الطعام إلا أنه – للأسف - لم يتم دراسة فوائده الصحية بما يتناسب مع حجم استخدامه. وذكر الدكتور عبدالباسط الدرويش أن البلح يشفي من مرض البلاجرا (pellagra) وهو مرض ناتج عن سوء التغذية ونقص فيتامين النياسين، ولأن البلح يحتوي هذا الفيتامين فإنه يعد عاكساً لآثار المرض السلبية، من الناحية النظرية نقل الدكتور صحيح، لكن وجود هذا الفيتامين لا يقتصر على البلح وحده بل يمتد إلى أي طعام يحتوي على نسبة عالية من البروتينات. نقل المحدثون - كما روى "صحيح مسلم" - حديث "من تصبح بسبع تمرات عجوات لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر"، لكن هل هذه الخاصية في تمر العجوة مستمرة إلى يومنا المعاصر بعد تبدل وتطور السموم بحيث يصبح من الاستحالة علاجها بفاكهة كهذه؟ إن الإمام المازري في شرحه لـ"صحيح مسلم" يخطو بنا خطوة كبيرة حين يصرح: "لعل ذلك كان لأهل زمانه صلى الله عليه وسلم خاصة أو لأكثرهم إذ لم يثبت عندي استمرار وقوع الشفاء بذلك في زماننا"، فالمازري يعطل العمل بظاهر الحديث العام ويذهب إلى أن فائدة العجوة لعلاج السموم مخصوصة لأهل زمان النبي وليس زمانه هو، ويدلل على كلامه بالتجربة.