تعليقا على مقال نشر بدايات رمضان، طالبت فيه بقليل من الاحترام لشهر الصيام، بعث لي قارئ كريم قصاصة خبر عن بدء تنفيذ قرار القناة الرابعة التلفازية في بريطانيا إذاعة أذان صلاتي الفجر والمغرب خلال شهر رمضان لمسلمي بريطانيا الذين يمثلون أقل من 5% من السكان، لتكون بذلك أول قناة أوروبية تذيع أذانا حيا على الهواء احتفاء بحلول برمضان، بينما قنواتنا العربية، وملاكها عرب مسلمون، حولت مناسبة الشهر الفضيل إلى كرنفال من الفن المبتذل الخادش لروحانية رمضان. صديق آخر أخبرني أن القنوات الغنائية الراقصة عدلت برامجها فصارت تبث نهارا قصائد فخر «تغلبية»، تذكرني دوما بمن قال: ألهى بني تغلب عن كل مكرمة/ مقولة زعمها عمرو بن كلثوم، وتكمل هذه القنوات نهار رمضان بأناشيد وابتهالات ثم في الليل تحلل الرفث، لن أناقش لم وجدت أصلا أو لم معظم مموليها خليجيون، القضية تخص كل من ساهم بجعل رمضان موسما فنيا وهو موسم روحاني، ما ضرهم لو أخروا سباقاتهم وتنافسهم لشوال، أليس هو شهر العيد والاحتفال؟ غير أن السؤال الأحق لم لا يوجد قانون يعاقب خدش الحياء العام؟ العجب أنه موجود في دول نزعم أنها متحللة أخلاقيا، أثناء احتفالات أعياد الميلاد وفي كل مناسباتهم الدينية تعمد معظم قنوات التلفزة في الغرب إلى تخفيف جرعات الإثارة، إن لم تلغها، وقنواتنا تزيدها في موسمنا الديني. ليس المجال استعراض رسائل للقراء ولكن الشيء بالشيء يذكر، اتصل قارئ معلقا على مقال نشر أيضا بداية رمضان بعنوان «الإقناع بالقهر أم بالرأي» حول تجربة عالم الاجتماع مع القرود الخمسة في القفص، أخبرني عن معاناته في العمل لدفع مرؤوسيه للتفكير خارج الصندوق، بمعنى الابتكار في طرح الحلول للمشاكل. ولا غرو فالتفكير بذات الطريقة واستخدام ذات الآليات أمام ذات المشكلة يعني بكل بساطة الإخفاق في حلها وإلا لما تكررت، مما يحتم مراجعة طريقة فهم المشكلة قبل المساهمة في حلها، وفي عالم الفكر يقولون إن اكتفيت بما تعلم فلن تتعلم وتدريجيا ستجهل. Hadeelonpaper@gmail.com