اختار البريطانيون الخروج من الاتحاد الاوروبي في قفزة الى المجهول توجه ضربة قوية للمشروع الاوروبي ولرئيس وزرائهم ديفيد كاميرون. وبموجب النتيجة الرسمية لنتائج الاستفتاء التاريخي الذي جرى امس الاول الخميس واعلنت نتائجه صباح امس الجمعة فإن 52% من الناخبين صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد فيما لا يزال يتعين فرز عدد ضئيل جداً من الاصوات. وشهد الاستفتاء نسبة مشاركة كبرى بلغت 72,2%. والضحية الاولى للاستفتاء هو ديفيد كاميرون . وفيما اكد الاتحاد الاوروبي تصميمه على الحفاظ على وحدة اعضائه الـ27، اعتبرت المانيا ان هذا القرار يشكل «يوماً حزيناً» لاوروبا. واظهرت النتائج دولة منقسمة حيث صوتت لندن واسكتلندا وايرلندا الشمالية لصالح البقاء، فيما صوتت شمال انكلترا او ويلز للخروج. ومنذ بدء ظهور تقديرات تؤشر الى النتيجة، ورغم التهديدات بكارثة اقتصادية كان تحدث عنها المعسكر المؤيد للبقاء في الاتحاد والمؤسسات الدولية، فضل البريطانيون تصديق الوعود باستعادة استقلاليتهم ازاء بروكسل ووقف الهجرة من دول الاتحاد الاوروبي والتي كانت المواضيع الرئيسية في الحملة المضادة. وقرروا الانحساب من مشروع انضموا اليه في العام 1973 بعد ان رأوا فيه بشكل اساسي سوقا موحدة كبرى، لكن بدون الخوض في المشروع السياسي. وقال زعيم حزب «يوكيب» المناهض لاوروبا نايجل فاراج انه بدأ «يحلم ببريطانيا مستقلة»، مؤكدا ان النتيجة تشكل «انتصارا للاشخاص الحقيقيين والناس العاديين». واعتبر الاستاذ في معهد لندن للاقتصاد ايان بيغ في حديث لوكالة فرانس برس ان «الشق العاطفي قد انتصر». وسيهدد قرار الخروج من الاتحاد الاوروبي من جانب آخر وحدة المملكة المتحدة، إذ اعلنت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا سترجون امس الجمعة ان اسكتلندا «ترى مستقبلها ضمن الاتحاد الاوروبي»، ممهدة بذلك الطريق امام استفتاء جديد حول الاستقلال. وفي ايرلندا الشمالية، دعا «الشين فين» المؤيد للبقاء في الاتحاد الاوروبي الى تنظيم استفتاء حول ايرلندا موحدة. ويشكل القرار نكسة كبرى للاتحاد الاوروبي الذي يعاني من ازمة المهاجرين واستمرار الازمة الاقتصادية. وفيما تشهد الحركات الشعبوية تقدما في انحاء اوروبا ويجمعها انتقادها لبروكسل، يمكن ان يؤدي قرار البريطانيين الى خطوات مماثلة لاحقة في دول اخرى. ودعت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن على الفور الى استفتاء في فرنسا، كما طالب النائب الهولندي عن اليمين المتطرف غيرت ويلدرز بالامر نفسه لهولندا. واعتبر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير «انه يوم حزين لاوروبا وبريطانيا». ثم اعلنت وزارة الخارجية الالمانية ان وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الاوروبي سيعقدون اجتماعا اليوم السبت في برلين للتباحث في تبعات الاستفتاء البريطاني.