تعلمنا منذ الصغر أن نكون أكثر تسامحاً، أن نفتح باب تقّبل الأعذار على مصراعيه، أن نلتمس للغير مبررات تصرفاتهم معنا، حتى وإن تباينت ردود الأفعال.. وفقاً لما تحمله نفوسنا من مقدار في الصبر والحلم. وفي نهاية الأمر يجب أن تتحلى بصفة التسامح حتى يقال عنك “يا بو قلب أبيض” تتكرر على مسامعنا عبارة “معليش، ما كان يقصد ” إلى أن أصبحت هذه الجملة مصدر إزعاج في أغلب الأحيان، وقد تكون سبباً في انفعالنا نتيجة ممارستها بصورة متكررة. لم يكن الهدف من وراء هذا التبرير إثارة الضيق والغضب, فعلى العكس تماماً.. بل كان لأهداف نبيلة، أهمها نشر الألفة والمحبة والتغاضي “لتمشي المراكب الواقفة” كما يقولون، حتى لو أن هذه المراكب أبحرت بلا حمولة أو في اتجاه معاكس. إحساس داخلي تتفاوت فيه ردات الفعل بين ثائر يملك غيظه ومسالم آثر الاحتفاظ بمن حوله وثالث لا يبالي!. ليس من الإنصاف أن أطبق قاعدة ” معليش هذه ” على شخصك الكريم.. بالرغم من كل محاولاتي أن أضعك خارج الإطار، إنما وبدون قصد هذه المرة، جعلتني أصب عليك جام غضبي، بسبب محاولتك – بقصد- فيها إثارة لحفيظتي, ومع ذلك فلست الملام فأنا من يقع عليه اللوم، عندما وضعتك في صورة أكثر مثالية واعتبرتك النموذج المختلف عن الجميع، وافترضت أنك بعيد كل البعد عن الخطأ. هذه المرة ” لم يقصد ” أن يدعي القيم والمثل ويبهرنا بأخلاقيات لا تمت له بصلة، وإنما فرض عليه الأمر بحكم الظروف الاجتماعية التي تتطلبها قوانين التعايش مع الآخرين .. سمعت عبارة أعجبتني للأستاذ عمر العريفي مضمونها يقول” لو سألك أحدهم عن صفاتك الشخصية غالباً ستحمل الإجابة نعم أو لا، إنما هناك إجابة أدق، وهي إلى حد ما، والسؤال هو.. ما مقدار هذا الحد؟”. مقولة كهذه قد تزيح عن عاتقنا الكثير من الصدمات التي من الممكن أن نسببها لمن حولنا ممن اعتقدوا فينا الكمال ونزهونا عن الخطأ. إذا هل أنت شخص صالح.؟ إلى حد ما هل أنت شخص مميز .؟ إلى حد ما وهل أنت إنسان.؟ إلى حد ما للتواصل مع الكاتبة .. تويتر- فيس بوك eman yahya bajuna