×
محافظة المنطقة الشرقية

‏الشيخ عبدالعزيز الشميسي إلى رحمـة الله

صورة الخبر

بعد الصدمة التي أحدثها الزلزال التاريخي لخروج بريطانيا، تدور تساؤلات حول قدرة الاتحاد الأوروبي على تجاوز هذه النكسة الكبرى لمشروع التكامل الأوروبي الذي ولد من أنقاض الحرب العالمية الثانية، ذلك أن هذه المسألة الملحة تطغى في بروكسل على كل مواضيع البحث. على رغم أن الأمور لن تنقلب رأسا على عقب بين ليلة وضحاها لكن مغادرة بريطانيا - الخطوة غير المسبوقة في الكتلة الأوروبية - ستدفع إلى تغييرات جوهرية بضغط من المشككين في جدوى الاتحاد الذي يشهد أزمتي هجرة وإرهاب وتباطؤ اقتصادي. وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك لصحيفة «بليد» الألمانية هذا الأسبوع «أخشى أن يكون خروج بريطانيا مؤشرا ليس فقط على بداية انهيار الاتحاد الأوروبي وإنما الحضارة الغربية». واعتبر توسك أن خروج بريطانيا سيشجع كل «القوى المتطرفة المناهضة للاتحاد الأوروبي لكن أيضا الأعداء الخارجيين الذين سيرحبون بذلك». وإذا كان رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أقل تشاؤما ولا يعتبر أن الاتحاد يواجه «خطر الزوال»، أقر بأنه يجب استخلاص العبر من الاستفتاء البريطاني. من جهته، قال المتخصص في شؤون الاتحاد الأوروبي في جامعة كامبريدج كريس بيكرتون: «لا أعتقد أن الاتحاد الأوروبي سيزول فجأة. لكن على المدى الطويل قد نشهد تلاشيه ببطء وظهور شيء مختلف». وعلى رغم أن بيكرتون لا يعتبر أن الاتحاد الأوروبي تلقى «الضربة القاضية» نظرا «لدوره الأساسي» في الحياة السياسية والاقتصادية الأوروبية، توقع اتجاها نحو اتحاد «أكثر مرونة». وفي مطلق الأحوال فإن الأيام القادمة ستكون بالغة الصعوبة. وأضاف هذا الجامعي «ندخل فعليا مرحلة مجهولة. لا أعتقد أن القادة الأوروبيين كانوا يعتقدون أن خروج بريطانيا ممكن فعلا، وفي مطلق الأحوال ليس حين كانوا يتفاوضون مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وإلا لكانوا أبرموا اتفاقا مختلفا جدا.. واليوم أصبح الأمر طلاقا طويلا مؤلما، ومن المرجح أن الدول الأخرى الأعضاء تريد المضي قدما رغم كل شيء». ولكن أكثر ما يخشاه القادة الأوروبيون هو تكرار سيناريوهات مماثلة، فقد أعطى الاستفتاء البريطاني دوافع إضافية للمشككين في أوروبا، إذ عبرت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن عن رغبتها في أن تنظم «كل دولة» تصويتا شعبيا حول الانتماء إلى الاتحاد على غرار مسؤولين مناهضين لأوروبا في الدنمارك وهولندا والسويد. وقالت الرئيسة السابقة للبرلمان الأوروبي نيكول فونتين إن هناك «مخاطر»، لكن خروج بريطانيا يمكن أن يشكل «صدمة مفيدة». وأوضحت «حين نرى العواقب الاقتصادية التي ستشهدها بريطانيا أولا، هذا الأمر يمكن أن يهدىء الدول التي لديها نزعة لاعتماد سيناريو مماثل». وخلصت جانيس إيمانويليدس من مركز الأبحاث الأوروبية في بروكسل إلى القول «الاتحاد الأوروبي موجود في دوامة سلبية».