ان الفجوة الاجتماعية بين الجنسين صنعت الكثير من المفاهيم المغلوطة بين كليهما وساهمت في تجميد العلاقات الانسانية حتى اصبح كلاهما ينفر من الآخر توحشاً وتوجساً . فقد جعل الله الزواج رحمة بالعالمين غير ان الترسبات الفكرية التي خلقتها العادات والتقاليد أدت الى قلب مفهوم السنة الكونية لينتقل الزواج بعدها مفهوماً اكثر تعاسة وألماً . ولست مبالغة اذا قلت ان نسب الطلاق في ازدياد مستمر في مجتمع محافظ يحاول تأدية شعائره كما يجب . غير ان ما تخفيه البيوت خلف أسوارها أشد وأعظم , بدءاً بحالات العنف الاسري والخيانات انتهاء بالطلاق العاطفي ليعيش الأفراد تمثيلية او بريستيجاً اجتماعياً فقط وفي نهاية المطاف العادات والتقاليد هي المشرع ايضاً . أطلقت العديد من الدول الاسلامية مشاريع رائعة للحد من نسب الطلاق كفكرة رخصة زواج وهو معهد يدرس فيه طالبو الزواج فنون التعامل الزوجي يمنح خريجيه رخصة تأهلهم للزواج لتأمين حياة عائلية مستقرة خالية من المشكلات الأسرية . والبعض أطلق فكرة شهر عسل آخر للمقبلين على الزواج لمنحهم فرصة استرخاء ولتذويب الحواجز وتفريغ الشحنات السالبة التي علقت على مدى شهور الزواج الفائتة . وفي المقابل طالب نشطاء بالكشف النفسي والذي أؤيده بشده ليكون أسوة بالكشف الطبي قبل الزواج للحد من حالات العنف الأسري التي انتشرت بشكل مخيف في الآونة الأخيرة . فيما أوجدت تركيا حلا جذريا للعنجهية الذكورية والتي قد تكون سببا كبيرا للعديد من حالات الطلاق بإقرار قانون الطلاق بموافقة الزوجين َ لصيانة وحفظ كرامة المرأة ولتلزم الأزواج بالتفكير ملياً قبل الاقدام على الزواج ومن ثم الطلاق. فإذا كان عرش الرحمن يهتز لهذه الكلمة أليس من الأولى ان تهتز لها القلوب والنفوس خوفا وخشية ؟ وكلي أمل ان يتم تطبيق ولو جزء بسيط من تجارب تلك الدول او ان يتم مزجها جميعا من قبل منظمة او مؤسسة تتولى حماية الأسر من آفات الطلاق تأخذ على عاتقها دراسة المشاكل الزوجية وإيجاد الحلول لها ورفع اسقف التفاهم بين كليهما.