بيروت – الوكالات: قتل 25 مدنيا بينهم ستة أطفال جراء قصف جوي استهدف مدينة الرقة، المعقل الأبرز لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي يتصدى لهجمات عدة في سوريا فيما اعربت الامم المتحدة عن املها توفر الشروط اللازمة لاستئناف مفاوضات السلام الشهر المقبل. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس عن غارات نفذتها طائرات حربية لم يتضح إذا كانت سورية أم روسية الثلاثاء على مناطق عدة في مدينة الرقة تسببت في مقتل «25 مدنيا بينهم ستة اطفال». وأشار إلى ان «عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب اصابة عشرات المواطنين بجروح بعضهم في حالة حرجة». وغالبا ما تتعرض مدينة الرقة لقصف جوي تشنه طائرات روسية أو سورية واخرى تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن. وتستهدف الغارات عادة مقار لداعش وتحركاتهم، الا انها توقع بين الحين والآخر قتلى مدنيين. وتأتي هذه الغارات بعد تراجع قوات النظام السوري والمقاتلين الموالين لها ليل الاثنين إلى خارج محافظة الرقة بعدما كانت دخلتها قبل اسابيع للمرة الاولى منذ عامين. وبدأت قوات النظام ومقاتلون من قوات «صقور الصحراء» موالون لها ومدربون من موسكو، هجوما مطلع الشهر الحالي بدعم جوي روسي وتمكنت من التقدم جنوب مدينة الطبقة التي سيطر عليها الجهاديون عام 2014 وتقع على بعد خمسين كيلومترا غرب مدينة الرقة. وفي محافظة حلب المجاورة، تخوض قوات سوريا الديمقراطية منذ 31 مايو معارك عنيفة ضد داعش للسيطرة على مدينة منبج، احدى ابرز معاقل الجهاديين في المحافظة. وتمكنت هذه القوات من تطويق مدينة منبج وقطع طرق امداد التنظيم إلى مناطق اخرى تحت سيطرته ونحو الحدود التركية. ويتبع تنظيم داعش إستراتيجية التفجيرات الانتحارية، ما يعيق تقدم قوات سوريا الديمقراطية. ونفذ التنظيم وفق المرصد خلال امس ثلاثة تفجيرات انتحارية بعربات مفخخة في غرب وجنوب شرق منبج. وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية، بحسب قيادي في قوات سوريا الديمقراطية موجود في جبهة منبج «من استيعاب الهجمات وصدها نتيجة وصول تعزيزات وسرعة تعامل الطيران مع الاهداف المعادية». وتزامنا مع هذه التطورات الميدانية، كلف الرئيس السوري بشار الاسد أمس وزير الكهرباء عماد خميس بتشكيل حكومة سورية جديدة خلفا لرئيس حكومة تصريف الاعمال الحالية وائل الحلقي، وفق ما اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). وخميس الذي شغل منصب وزير الكهرباء في الحكومات المتعاقبة منذ 2011 هو في عداد الشخصيات التي فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليها عام 2012، ومنع بموجبها منحه تأشيرة دخول إلى دول الاتحاد. وتشهد سوريا نزاعا داميا منذ مارس 2011 تسبب في مقتل اكثر من 280 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية وبنزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. واعرب موفد الامم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا مساء الثلاثاء امام الجمعية العامة للامم المتحدة عن امله بدء جولة جديدة من مفاوضات السلام في يوليو، معتبرا انه يجب اولا «احترام وقف الاعمال القتالية وزيادة المساعدات الانسانية والتوصل إلى اتفاق مبدئي حول العملية السياسية الانتقالية». وأوضح أن النظام والمعارضة في سوريا لا يتفقان على مفهوم العملية الانتقالية وخصوصا على دور الاسد، فضلا عن تباين المواقف بين روسيا والولايات المتحدة. وأكد ان «المباحثات السياسية لا يمكن ان تستمر طالما ان وتيرة المعارك تزداد ويتعرض المدنيون لمجاعة». وجرت منذ يناير ثلاث جولات غير مباشرة من مفاوضات السلام بين الحكومة والمعارضة السوريتين في جنيف برعاية الامم المتحدة، الا انها لم تحقق أي تقدم في ظل الخلاف على مستقبل الاسد.