--> تقول النظريات التي يبني المحللون تحليلاتهم عليها إن للسوق ثلاثة اتجاهات فإما اتجاه صاعد أو هابط أو جانبي، فعندما يكون صاعدا يستفيد المشترون من ذاك الصعود في تصاعد أرباحهم وعندما يكون هابطا فيستفيد كذلك البائعون أما عندما يكون الاتجاه جانبيا فإنها المقبرة الحقيقية للمال حيث يخسر الكثيرون من المتعاملين أموالهم نتيجة لعدم وضوح الاتجاه خصوصا وأن العمل في هكذا ظروف يتطلب المهارة والحساسية تجاه سلوك السعر. ويكون المتعامل أمام أحد خيارين إما أن يجلس جانبا وينتظر دخول السعر في حركة صاعدة أو هابطة وإما أن يكون محترفا ويرصد حدود المسار الجانبي ويضع أوامره على أساس استمراره فالشراء من الضلع السفلي للمسار والبيع من الضلع العلوي مع التأكيد على وجود أمر لوقف الخسارة على مسافة بسيطة من مستوى الدخول تحسبا من أي انزلاق أو انفلات سعري في حال كسر أو اختراق المستويات التي تم الدخول منها. الدولار مقابل الين الياباني عندما نشاهد الرسم البياني الأسبوعي لزوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني نجد أن الموجة الأخيرة الصاعدة وصلت إلى مستويات 103.72 ين لكل دولار وفشلت في تجاوز هذه المستويات الأمر الذي أسفر عنه الدخول في موجة تصحيحية لتلك الموجة الصاعدة وفعلا فإن هذا ما حدث فقد بدأ تصحيحه الذي استهدف خلال أربعة أسابيع فقط مستويات الدعم الرئيسي الثاني له حينها والواقع على مستويات 93.56 والمتمثلة بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق ولكن الأسعار قد وصلت تحديدا إلى مناطق 93.78 أي قبل مستويات الدعم باثنين وعشرين نقطة فقط حيث تعرض لموجة شراء كبيرة كبحت هبوطه شبه المستمر وأعادته فوق حاجز المقاومة الأول له حينها والذي تحول دعما بعد اختراقه قبل سبعة أسابيع من الآن حيث وصلت أسعار صرف الدولار أمام الين الياباني إلى مناطق 101.52 قبل أن يتعرض قبل بضعة أسابيع إلى جني أرباح كبح صعوده أيضا ودفعه للمسار الجانبي الذي نشاهده من أسابيع عدة... إن ما أود التأكيد عليه أن التحليل الفني يستطيع بكل قوة أن يحدد أفضل مستويات الدخول والخروج فهو من صميم نتائجه وكما نشاهد أن الدولار الأمريكي هبط في تداولات الأسبوع الماضي إلى مناطق 97.57 والتي تبعد 13 نقطة فقط عن مستويات الدعم الرئيسي الأول له عند مستويات 97.44 والمتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه وعليه فإن كان الشراء هو الخيار الأفضل حاليا لوجود السعر فوق مستويات الدعم المذكور فما يجب التأكيد عليه أن نضع أوامر لوقف الخسارة أسفل مستويات الدعم المذكور تحسبا لأي طارئ. الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي تراجع الدولار الأسترالي بشكل واضح أمام نظيره الأمريكي خلال تداولات الأسبوع الماضي حيث افتتح شمعته الأسبوعية عند مستويات 0.9250 نقطة والتي بدأ منها هبوطه الذي استمر طيلة أيام الأسبوع الماضي حيث لم يستطع تحقيق أي إغلاق يومي إيجابي خلال الفترة المذكورة، واستمر في ذلك إلى أن وصل إلى مناطق 0.8869 في اليوم الأخير قبل أن يقلص بعضا من خسائره قبيل الإغلاق ولينهي تعاملاته الأسبوعية عند مستويات 0.8897 ولتكون محصلة تعاملاته خلال الفترة المذكورة تراجعا بقيمة 353 نقطة وهو ما نسبته 3.8 بالمائة من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية الماضية وهو هبوط لا يستهان به ويدل بشكل صارخ عن فشل المشترين في كبح جماح هبوط الأسعار بالرغم من تصحيحه لعدد كبير من النقاط إلا أن الموجة التصحيحية يبدو أنها لم تنته بعد وقد تستمر في ذلك كما أشرنا في مقالات سابقة وتستهدف مستويات الدعم الرئيسي الأول له حاليا عند مناطق 0.8681 والمتمثلة بحاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق وعليه فإن أي أمر بيع أو شراء عند المستويات الحالية والتي يمكن وصفها أنها بالمنتصف يعتبر أمرا خاطئا بالنسبة لقواعد التحليل الفني حيث إن نسبة المخاطرة عند هذه المستويات مرتفعة وهو ما يود أي متعامل في أسواق المال والعملات تحديدا تجنبه قدر الإمكان حيث أن الخسارة في بعض الأحيان تكون كارثية ولا يستطع المتعامل تحملها وقد تؤدي إلى إفلاس حسابه لذا فالأفضل بمكان أن يعلم المتعامل نفسه على عدم التسرع بالدخول وانتظار وصول الأسعار إلى المكان الصحيح وليس اللحاق بالسعر وتحمل المخاطرة التي قد تنتج عن ذلك. حالة الذهب بعد ثلاث شمعات أسبوعية صاعدة كسبت فيها أسعار أوقية الذهب ما مقداره 110 دولارات وهو ما نسبته 9 بالمائة من قيمة افتتاح الشمعة الأولى الصاعدة من الشمعات المذكورات، فشلت الأسعار بالاستمرار صعودا حيث منذ أن افتتح الذهب تداولات الأسبوع الماضي عند مستويات 1333 دولارا لكل أوقية لم يستطع أن يحقق إغلاقا يوميا إيجابيا طيلة الأيام الخمسة الماضية بل استمر في هبوطه منذ الافتتاح إلى أن وصل إلى مستويات 1283 دولارا لكل أوقية والتي تعرض عندها لموجة شراء في اليوم الأخير وتحديدا مع توقيت الأخبار الرئيسية عند الساعة الثالثة والنصف من يوم الجمعة حيث ظهر أحد الأخبار القوية جدا والتي كان لها تأثير كبير على المتعاملين الذين هرعوا لشراء الذهب عند هذه المستويات الأمر الذي دفع سعر أوقية الذهب للصعود من مستويات 1285 إلى مناطق 1318 خلال أقل من ساعة إلا أن تعرضا على ما يبدو لجني أرباح دفعه للتراجع إلى مستويات إغلاقه الأخير عند مناطق 1307 دولارات أمريكية لتكون حصيلة تداولات الأسبوع الماضي خسائر بلغ مقدارها 26 دولارا أمريكيا في كل أونصة وهو ما نسبته 2 بالمائة من قيمة افتتاح الشمعة الأخيرة المذكور أعلاه. وما تجدر الإشارة إليه أن الإغلاق الأخير يعتبر جيدا من الناحية الفنية حيث أنه يأتي فوق حاجز الدعم الأول له حاليا عند مستويات 1300 دولار والواقع على حاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضح بالرسم البياني المرفق وعليه فإن البيع عند هذه المستويات يعتبر أمرا خاطئا نسبة لأسس التحليل الفني كون الأسعار فوق حاجز دعم جيد، فضلا عن وجوده في مستويات قريبة من قاع الموجة التصحيحية الأخيرة التي بدأت من مستويات 1770 دولارا واستمرت إلى مناطق القاع الأخير للأسعار عند 1180 دولارا. Amjad_alloush@yahoo.com