كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف افتتاحية صحيفة نيويورك تايمز ومارس فيه التنظير المُخالف لواقع سياسة دولة الملالي التي تُظهر الإيجابية في تعاطيها اللفظي وتُقابله بالسلوك السلبي في تفاعلاتها الخفيِّة، حيث دبَّج في طرحه الكثير من المُغالطات تجاه سياسة المملكة حول ردود أفعالها المنطقية لسياسة إيران في المنطقة وتداعياتها التي تُهدد أمنها بعد أن زرعت لها في كل دولة أتباعاً مُعممين ينفذون سياساتها العدوانيِّة ويحققون لها أهدافها التوسعيِّة للوصول إلى الهدف الذي رسمته ثورة المُعمِّم الأكبر الخميني في عام1979 ألا وهو تصدير الثورة. أرعد وأزبد ظريف القبيح في عرض مبادرة رئيسه روحاني الموسومة بـ»عالم ضد العنف والتطرف» وتناسى بـ «ظُرفه» أن دبلوماسية بلاده كانت سبباً مباشراً في زعزعة استقرار دول بأكملها وليس فقط إشاعة التطرف فيها، وواصل تخبطه الفكري عندما اتهم المملكة ضمنياً بأنها وقفت في طريق تحقيق بنود هذه المبادرة النوعية من وجهة نظره، ونسي القبيح أن المملكة كان لها قصب السبق في محاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره بعد أن اكتوت بناره، بل تُعدُّ تجربة محاربتها له واحدة من أميز التجارب الأمنية. واصل القبيح تجنيِّه على بلادنا مُجترَّاً تداعيات الاتفاق النووي الذي تدَّعِي إيران أنه برنامج سلام لا مصدر خطر؛ بينما أثبتت التقارير الدولية عكس ذلك، ولولا تغيُّر لُعبة السياسة في المنطقة، وتضارب مصالح الدول العظمى فيها لما قامت له قائمة، ولكنها ازدواجية المعايير في الحقل السياسي هي التي تُحدد من هو عدو الأمس وحليف اليوم، والمُضحك المُخجل في مقاله «الظريف» هو ضربه لأبجديات السياسة عرض الحائط والمتمثلة في تدخله السافر في شئوننا الداخلية جراء قيام وزارة الداخلية بتنفيذ الأحكام القضائية في عددٍ من المواطنين السعوديين وليس الإيرانيين حتماً، فإذا كان هذا منطق قائد السياسة الإيرانية فماذا بقي لدهمائها؟! ولكن لا يُستغرب هذا الوعي السياسي القاصر ما دام أنه متناقض مع نفسه ومع مُحيطه ،فادعاؤه بأن بلاده لا تستهدف تصعيد التوتر وترغب في الحوار بينما واقع الأمر عكس ذلك إذ يُؤكد لنا أننا أمام سياسة عوجاء وساسة رُعناء. Zaer21@gmail.com