دعا محققون معنيون بجرائم الحرب تابعون للأمم المتحدة، القوى العالمية أمس الثلثاء إلى الضغط على الأطراف المتحاربة في سورية للعودة إلى طاولة المفاوضات لوقف الصراع ومعاناة المدنيين. وقال باولو بينهيرو رئيس لجنة التحقيق المستقلة في شأن سورية التابعة للأمم المتحدة، أن الحكومة السورية تنفذ ضربات جوية يومية في حين تشن جماعات متشددة بينها تنظيم «داعش» هجمات عشوائية. وأضاف بينهيرو أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف: «على كل الدول أن تؤكد مراراً وتكراراً دعم الدول المؤثرة ومجلس الأمن للعملية السياسية من دون شروط». وقال أن الحكومة السورية والهيئة العليا للمفاوضات المعارضة - اللتين أنهتا آخر جولة محادثات بينهما في جنيف في أواخر نيسان (أبريل) الماضي - عليهما استئناف المحادثات والاتفاق على إجراءات لبناء الثقة تتضمن وقفاً للتفجيرات العشوائية والسماح بالدخول إلى المناطق المحاصرة وإطلاق سراح السجناء. وقال بينهيرو: «المدارس والمستشفيات والمساجد ومحطات المياه يتم تحويلها جميعاً إلى أنقاض»، مضيفاً أن «عشرات الآلاف من الأشخاص تقطعت بهم السبل بين الخطوط الأمامية (للمواجهات) والحدود الشمالية والجنوبية لسورية». وأضاف بينهيرو: «فيما يرتفع عدد الضحايا المدنيين، يتقلص عدد المنشآت الاستشفائية والعاملين في المجال الطبي، ما يزيد من صعوبة الحصول على العلاج»، مشيراً إلى أن «أكثر من 700 طبيب وعامل في المجال الطبي قتلوا في غارات على مستشفيات منذ بداية الحرب». وكشف بينهيرو، من جهة أخرى، أن اللجنة التي يرأسها تحقق حول عمليات تجنيد مفترضة لأطفال تقل أعمارهم عن 15 عاماً، من جانب مجموعات متشددة في شمال سورية. وقال أن «ما يقلق اللجنة خصوصاً هو ادعاءات تفيد بأن جبهة النصرة ومجموعات أخرى تدين بالولاء لتنظيم القاعدة، جندت مئات الأطفال تقل أعمارهم عن 15 عاماً في إدلب». وفي تقرير أصدرته الأسبوع الماضي، اتهمت لجنة التحقيق حول سورية المفوضة من مجلس الأمن، تنظيم «داعش» بالاستمرار في ارتكاب «إبادة» ضد الإيزيديين في العراق. وذكر بينهيرو أن «اللجنة كشفت بالتالي انتهاكات كثيرة ضد مجموعات أخرى إتنية - دينية، ونواصل التحقيق حول جرائم تنظيم داعش ضد العلويين والآشوريين والمسيحيين والشيعة والسنّة الذين يرفضون عقيدته». واتهم مبعوث سورية حسام الدين علاء في كلمته أمام المنتدى الحقوقي القوى الإقليمية بدعم الإرهاب والتسبب في إفشال المحادثات السورية - السورية في جنيف. وأردف أن مدارس حلب ومستشفياتها يتمّ تدميرها كما يقتل مدنيون بفعل صواريخ وفّرتها دول إقليمية إلى «جبهة النصرة» ذات الصلة بتنظيم «القاعدة». وقال بيتر سورنسن مبعوث الاتحاد الأوروبي: «أن الاتحاد يدين الهجمات المكثفة وغير المتكافئة والعشوائية التي ما زال النظام السوري ينفذها ضد شعبه».