الإرهاب يضرب البلاد والعباد ويعيث في أرض الله الواسعة قتلا في البشر وتدميراً للحجر ، يا للعنة الارهاب وفظاعة عمل الارهابيين وسوء مرتجاهم .. هل خلقنا الله لنقتل على أيدي هذه الفئة الضالة التي تحولت إلى وحوش بشرية تذبح وتفجر وتقتل النفس التي حرم الله ، وتخرب ما بناه الانسان على مدى العصور والأزمان . فالإرهاب يهدد السلم والأمن العالمي وهو أحد وسائل الاكراه في المجتمع الدولي ويخلق أجواء من الخوف وحالة من التوتر ، تقوده منظمات إجرامية وجماعات متطرفة تؤمن بالعنف وارهاب الآخر كوسيلة لنشر أفكارها الدينية وبسط نفوذها السياسي بشكل يتعارض مع المفاهيم الاجتماعية والقيم الأخلاقية . في أول جريمة قتل عرفها التاريخ وفي أكبر وليمة ندم وحزن شعر بها الانسان ، كانت في حادثة قتل قابيل أخيه هابيل وفي هذا يقول المولى عز وجل في من كان تقياً وهو هابيل : ” لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك ، إني أخاف الله رب العالمين ” . ضرب الارهاب مدنا وبلاداً عديدة وعلى سبيل الذكر، فقد صدم العالم بمذبحة المدنيين في دير ياسين بواسطة العصابات الصهيونية هاجاناه عام 1948م ، وأيضاً لحادثة الحرم المكي الذي اقتحمته جماعة جهيمان سنة 1979م ، وفي بداية الألفية الثالثة ، استفاق العالم على تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001م في الولايات المتحدة الأمريكية ، وقتل بسببها ثلاثة آلاف وقدرت الخسائر بمليارات الدولارات . وعلى أثرها قامت أمريكا وبعض الدول بشن حملات عسكرية واقتصادية وإعلامية وشن حروب استباقية للقضاء على الارهاب وتجفيف منابعه كما يدعون في كل من أفغانستان والعراق ، وكان من آثارها السيئة أن فاقمت الأزمة ووسعت من دائرة الارهاب وايقظت خلاياه وقسمت العالم إلى فسطاطين ، وأصبحت بعض الدول العربية والإسلامية أرضاً خصباً للفوضى وللصراعات الايديولوجية والحروب الطائفية ، لم نخرج منها حتى يومنا هذا لا بولادة شرق أوسط جديد ولا بفوضى خلاقة كما أشارت له كوندليزا رايز وزيرة الخارجية في عهد الرئيس بوش الابن . وعلى خلفية الفراغ الأمني الذي نتج عن تلك الحروب وبسبب تردي الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في تلك البلاد ، نشأت الجماعات المسلحة التي حملت الفكر التكفيري المتشدد وصار لها داعمون ومؤيدون في كل مكان بالعالم ، وكان آخر ضحاياها التفجيرات التي حدثت في مدينة اورلاندو الأمريكية وقبلها في بروكسل وباريس ، وحيث أن المتهمين بتنفيذ تلك العمليات للأسف هم من المسلمين ، فقد صار الغرب يتخوف منهم وبتنا في نظرهم داعشيين وإرهابيين . وفي ظل هذا المناخ من الكراهية ، يقع على أبنائنا الطلبة الدارسين في جامعات العالم المختلفة مسؤولية تحسين تلك الصورة القبيحة للمسلم ، وأن لا يستسلموا للعزلة وينتابهم الرعب من ردّات الفعل لبعض العنصريين والحاقدين ، بل عليهم أن يتابعوا تحصيلهم العلمي بكل جدية واقتدار، ويكونوا خير سفراء لوطنهم ولدينهم الحنيف وأن يعملوا ما بوسعهم في نشر المحبة والتسامح والتعايش مع الآخرين. حفظ الله البلاد والعباد، وحمى الأبناء من كيد الكائدين وعداء المعتدين.