أتت مسألة تنظيم مملكة البحرين للبطولة الآسيوية للشباب في كرة القدم في توقيت قد يكون مناسبا بعض الشيء بالنسبة للاتحاد البحريني لكرة القدم الذي تنتظره انتخابات جديدة لتشكيل مجلس إدارة جديد لأربع سنوات قادمة سيقود فيها اللعبة بعد سنوات أربع سابقة من الممكن أن يطلق عليها السنوات الأسوأ في تاريخ اللعبة من ناحية النتائج وتراجع المستوى الفني للمنتخبات وابتعاد التصنيف الدولي لمنتخبنا الوطني الأول بعيدا عما كان عليه قبل تربع هذا المجلس على سطح سفينة الاتحاد. نعم أتت البطولة في وقت مناسب لترحل توقيت عقد الجمعية العمومية للاتحاد وانتخاب المجلس الذي قد يكون جديدا لما بعد البطولة لحين الانتهاء من تنظيمها والنجاح في ذلك ان شاء الله، أقولها بكل ثقة بأن التوقيت اليوم مناسب لمن يرغب في تولي دفة رئاسة الاتحاد بأن يؤسس قائمته على أساس قوي باختيار الاشخاص المناسبين بدلا مما يتكرر في كل انتخابات حيث يتم اختيار اعضاء القائمة من الاشخاص ذوي الشخصية الضعيفة كي لا يلاقي أي قرار للرئيس المعارضة ودائما مايكون نهج هؤلاء مع الخيل ياشقرة. الانتخابات ليست أكثر من لعبة تكتلات ومن المتوقع أن لا تبرز الأفضل لكن نتمنى أن لاتبرز هذه التكتلات مايمكن أن نطلق عليه الأسوأ لا نريد أن نسلب المترشحين حقهم المكفول لهم لكن نتمنى أن تكون المصلحة العامة هي الهدف الأول لكل من يرغب في دخول الاتحاد وأن يكون مسئولا عن اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم. ويجرنا الحديث عن الانتخابات وكرة القدم في البحرين لتساؤل مهم جدا هو من المسؤول عن كرة القدم في البحرين الاتحاد أم الأندية؟! فالاتحاد اليوم منوط بمهمة أولى هي بروز المنتخبات الوطنية والثانية هي تطوير المسابقات فنيا واداريا وهما مانفتقدهما بشكل واضح وصريح، بينما الأندية تعتبر هي الأساس في بروز المنتخبات وتطوير المسابقات في الميدان كون المنتخبات والمسابقات ليس سوى نتائج مخرجات الأندية فالأندية هي من ستخرج اللاعبين للمنتخبات وهي من سيشارك في المسابقات وستتنافس على الألقاب إذا فالمسئولية اليوم مشتركة بين الطرفين والمحاسبة مقسومة بين الطرفين بالتساوي فالاتحاد إن أخفق ولم يظهر بالمستوى الراقي المنشود ستكون الأندية جزءًا من هذا الاخفاق فهي من خرج لهم مجموعة اللاعبين وهم من يدير الاتحاد عبر ممثليهم. كما يثير لنا الموضوع اليوم تساؤلا جديدا ومهما أيضا هل الأندية راضية عن أداء الاتحاد الحالي؟! فحالة الركود التي نراها والهدوء المطبق الغريب بعد سلسلة الاخفاقات الكبيرة التي لم تمر على كرة القدم البحرينية من قبل تثير التعجب والاستغراب وتبين بأن هناك حالة من الرضا تسود الشارع الرياضي سواء من الأندية وأعضائها على هذا الأداء بينما كان من المتوقع أن تقوم الدنيا ولا تقعد في هذه الفترة وأن يقابل هذه المرحلة سيل عرم من التحركات لانتشال كرة القدم من الوحل الذي تقبع فيه. هجمة مرتدة غريب أمر اتحاد كرة القدم الذي يبتعد عن ادارته أعضاء من الأندية الكبيرة فلا نسمع بأعضاء للأهلي والنجمة اللذين يعتبران من الأندية المؤسسة للاتحاد بينما تجد أعضاء الأندية الصغيرة يتوزعون في مناصب هذا الاتحاد. لا ننكر بأن التكتلات لعبة الانتخابات التي قد توصل الاتحادات لبر الأمان أو تزج بهم في بحر عميق متلاطم الأمواج فمن يريد أن يترأس الاتحاد عليه ان يختار قائمة تستطيع أن تقوم بالاتحاد من جديد بدلا من قوائم لا أرى لا أسمع لا أتكلم التي همها مصلحتها الخاصة وكرة القدم آخر اهتماماتها.